mercredi 10 février 2010

درس في العلة والحجب





هذا النصّ الثاني بعد أن نسخنا هنا خطبة ابن سيبويه في أصحاب المدوّنات

 جدار النحو

قال ابن بلوغر المدون، وغيره؛ وقد ذكر ذلك عن الشيخ أبو تدوينة البلوغوسفاري ، وعن تن بلوغ وباب البحر: كنّا على غير وفاق مع الحاجب عمّار صاحب الجلم في مسائل نحويّة تخصّ العلّة والإعلال خاصّة فدعوناه إلى حوار أردناه بنّاء يرسم العلاقة بين الحجب وعلّته فقلنا  اعلم أيّها الحاجب عمّار أن الكلام هو الذي يُعطي العلومَ منازلها، ويبيّن مراتبها، ويجني النّاس تبعا لذلك صنوفَ ثَمَرها، وبه أبان اللّه تعالى الإنسان من سائر الحيوان، فلولاه لم تكن لتتعدَّى فوائدُ العلمِ عالِمَه إلى العباد، ولوقع الحيُّ الحسَّاس في مرتبةِ الجماد، ولما ظهر فرقٌ بين مدح وتزيين، وذمّ وتهجين، وإذا كان هذا الوصفُ مقوِّمَ ذاته وأخصَّ صِفاته فلماذا تمنع الناس من الكلام الذي قد يميز الفضيلة من الرذيلة أفلا عدت إلى رشدك وجعلت الفضل للكلم لا للجلم،  أتريد أن تكون عمّار الإنسان أو عمّار الحيوان؟


قال الحاجب عمّار وكان قليل الكلم سريع الجلم:


اعلموا أنّ الكلام فيه الصحيح وفيه المعتلّ ولي في ذلك كتاب عنونته "الاسعافات الأوّلية في القواعد التدوينية" ركّزت فيه على أصحاب حروف العلّة والمعتلّين. فردّت الجماعة: سمعنا بحروف العلّة وعلى عهد السابقين وفيما تعلّمناه من اللاحقين أنّها كانت دون أصحاب.


عمّار: بئس العلم علمكم ألا تعلمون أنّ للعلّة أصحابا وأنّ العلّة تغلب الصحّة لأنّها في المدوّنين أصل إلاّ من تناول من أمصالنا مصلا وقرأ تعاليمنا فصلا فصلا. ليس من عادتي التبرير للجهلة ولكن هذا استثناء أمنحه وخير فيكم أربحه فماذا تقولون لو نستحضر تقسيمات الاسم والفعل ألا نلمس بوضوح تغليب وجود العلة على الصحة؛ إذا الاسم والفعل ينقسمان إلى:
1-
الصحيح السالم: ما خلا من العلة والهمز والتضعيف. أمّا العلّة فكلام ينقد فينذر فيعدي فتنتشر انفلونزا الحوار وهي وباء كما تعلمون عافانا وعافاكم الله من أخطارها القاتلة   


نظر الجماعة إليه وقالوا يا هذا نسفت اللغة بتأويلك هذا ولكنّه واصل
2-
الصحيح المهموز، والهمز قريب من العلة. وهو تلميح إلى عيوب يفتريها علينا الحاسدون والذين هم على أعتاب الآخرين يتمسّحون والهمز قد يكون في الفاء كالفم أو العين أو اللوم فقالوا تقصد اللام لأنّ الوزن فعل فلم يلتفت وواصل ويل لكلّ همزة لمزة
3-
الصحيح المضعف، والتضعيف قريب من العلة مثل قصّ (قيل إنّ عمّارا قد فرك يديه هنا غبطة). وأمّا التضعيف فهو محاولة إنهاك قوانا بالكلام والتضعيف من الضعف ويقول المشارقة تضعيف الجسد أي تخسيسه فهل نسمح بهذه الوقاحة الواضحة والخساسة الفاضحة  
4-
المعتل مفرد الاعتلال:
أ- المثال: ما أوله حرف علة مثل وعد و يبس. أوّله يعني أنّه معتلّ منذ جدّ جدّه لا يرضي على شيء وهؤلاء يجب قطع دابرهم عن بكرة أمّهم وأبيهم
ب- الأجوف: ما أوسطه حرف علة مثل قال. وأوسطه يعني في أوساط عائلته وهذا خراب أكيد وخطر شديد


 ج- الناقص: ما آخره حرف علة. مثل رمى وعدا يعني يبدأ صحيحا وحين يعتلّ نهتمّ به حتّى يصبح ناقص إرادة أو أوراق أو عمل أو كلمة تتكوّن من ح ر ي ة إذا نطقتها كاملة تصيبني الغصص لذا اعذروني أني استخدمت المقصّ
5-
المعتل مزدوج الاعتلال:
أ- لفيف مقرون: ما تجاور في حرفا علة مثل هوى. واللفيف يعني الجماعة يعني شرذمة وهذا الخطر حين يقترنون فيكوّنون شرذمة للفساد فؤادها ومهجتها الكلام ضدّ البلاد والعباد
ب- لفيف مفروق: ما لم يتجاور فيه حرفا العلة مثل وعى.  وهذا مبحث تناولته في كتاب لي سيصدر قريبا بعنوان "فرّق تسد"
والسؤال: لماذا يتم تغليب العلة على الصحة في التسمية؟ أيكون من باب "أمير القوم ضعيفهم"؟ أم أن العلة هي المعول عليها في التغيّر والتغيير وهما موضوعا علم الصرف؟


قال الجماعة هذا علم انصرف قبل أن تصيبنا بالجهالة الجهلاء والأميّة العمياء ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.


نقلا عن (مقدّمة ابن حجبون)..و كنت قد قرأتها أيضا في( مقصّ الغيلان في بلاد حجبستان)




0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire