mercredi 25 septembre 2013

ويين ماشيين 30؟




    وين ماشيين 30؟

    الصيف مصيبة.. المرض كارثة.. الضيافة تعني العجة بقية الشهر فحتى الدجاج صار زهومة   (كيما اللحم زمان الله يذكرو بخير) رمضان والروج في البنك عرسو مع بعض.. العيد الصغير واللبسة متاعو ضربة قاضية بعد ما صار الفريب ما يقومش بوظيفة البودي غارد حتى هو عمل باتيندة وصار مستثمر على روحو.. عيد الأضحى اسم على مسمى جيب المواطن.. دخول الأولاد للمدرسة طريحة نباشة القبور.. الشرب لعشّاق النبيذ شوية في الدنيا (الحرق صار بالحاضر).. قفة القضية صارت قضيّة وحدها لازمها أبحاث عن مصادر التمويل وتحقيق في الضروري والثانوي واستنطاق لقوائم الأسعار عبر الأسواق وبعد مشي وجي ومرج يقع الحكم بعدم سماع الدعوى للحم وأغلب أنواع الأسماك والغلال والخضر غير الموسمية ويقع التصريح بالحكم في السماح بحارة بيض لعائلة من ستة أشخاص (الخَسارة لَيْنْ)..

    ضوء الستاغ صار يضرب ويشل المواطن.. والسوناد تغرّق صاحبها في الديون القذرة شبيك حتى هي مربوطة مع الأوناس يعني تدفع وقت تشرب وتدفع وقت تخرّج اللي شربتو.. القهوة في بعض الأماكن تقول طلبت عسل نحلة صافي.. الدخان تقول الواحد يحرق قلبو تلقى السي قارو (إيه نعم السي قارو موش القارو) أغلى من باقات.. والباقات نفخة كذّابة تنجم تهرب باثنين إذا عندك شباب في طلوعهم (وشنوة يملا ضلوعهم) والهاتف تدفع الضرائب بحكم العقد اللي عملتو مع المشغل وتدفع وقت تمويل الهاتف وتدفع للسيد اللي يمول الهاتف يعني تدفع ثلاثة مرّات قبل ما تحل فمك وتتكلم (شبيه ساهل الواحد يحل فمو في هالبلاد.. الدنيا موش سايبة راهي).. تمشي لمحطة القطارات هاكي متاع الخطوط البعيدة يقلك قطار الساعة الواحدة وخمس دقائق يخرج الساعة الثانية وإذا صادف خرج في الوقت لازم يوصل بعد الوقت الموعود للوصول مع العلم أنّك دفعت ما قيمته الغذاء متاع عايلة إذا كان المكان بعيد.. صحن التونسي والكفتاجي وصحفة اللبلابي كلهم خاضعين لضرائب داخلية فكلما قلت بزايد زيت أو عظم أو فريت أو هريسة أو تن يترجمو السيد البائع بزايد فلوس.. وإذا عندك شكون يدرس دروس التدارك راهي زادت على خاطر الدنيا غلات.. المهم كل شيء غلا كان المواطن العادي رخص.. مرّة صديقة قالت:" موش لازم يزيدو في الراتب ونتمنى في عوض يزيدو في الشهرية يرخصو في الأسعار." هعهعهعهع (صديقتي مازالت تحب تفكر في عصر الامنطق.

   الحكومة تقول التونسي عايش قاعد ياكل ويشرب ويضغط على الزر يجي الضوء يحل السبالة ينزل الماء بل التونسي قاعد يمشي للفنادق.. التونسي تعلم يفندق والبلاد اللي رئيسها ما يكلف خزينة الدولة حتى شيء والوزرة متاعها وكتّاب دولتها والحاشية (اللي تحشي فيه) ما تكلف حتى شيء تي شنوة يتكلف بونوات البنزين والسيارات والامتيازات الأخرى حتى شيء.. التأسيسي هذكا قصة وحدو.. التونسي تعلم يفندق في الفلوس لذا لازم البنوك توقف الروج ولازم الاتحاد متاع الشغل يوقف المطالبة بالزيادات ولازم ولازم ولازم وشنوة آخر لازم يا أولاد القحة (كما في العربية الفصحى وقد وقع حذف الباء للتخفيف) شنوة لازم آخر.. ووين ماشيين؟      

jeudi 12 septembre 2013

أحاديث الأبواب

   

  أحاديث الأبواب 

بين أبواب تونس وأبواب أحمد مطر (كتب أحمد مطر نصّه أحاديث الأبواب فتذكّرت أبواب تونس فكانت هذه التدوينة برعاية ماغون)

      باب العسل
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ.
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !

باب الأقواس
في دُكّان النجّار
تُفكّرُ بمصائرها:
- روضةُ أطفال ؟ ربّما.
- مطبخ ؟ مُمكن.
- مكتبة ؟ حبّذا.
المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.
الخشَبُ أكثرُ رقّة
من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة!
 
باب البحر
ليسَ لها بيوت
ولا أهل.
كُلَّ يومٍ تُقيم
بين أشخاصٍ جُدد..
أبوابُ الفنادق !

  باب البنات
لولاه.
لفَقدتْ لذّتَها
مُداهماتُ الشُّرطة !

    باب الجديد
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
ظلَّ، مثلما كان في الغابة،
ينامُ واقفاً !

    باب الجزيرة
الولدُ المؤدَّب
لا يضرِبُ الآخرين.
هكذا يُعلِّمونهُ دائماً.
أنا لا أفهم
لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب
إذا هوَ دخلَ عليهم
دون أن يضربَني ؟‍!

    باب الخضراء
أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.
صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ
على صدري.
- يا لكَ من مسكين !
أيُّ فخرٍ للأسير
في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!

    باب السويقة
أكثرُ ما يُضايقهُ
أنّهُ محروم
من وضعِ قبضتهِ العالية
في يدِ طفل !

    باب العلوج
- أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي.
هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه
الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.
لكنَّ الجُرذان تضحك !

    باب الغرجيني (يسمى أيضا بالعامية التونسية باب القرجاني)
طَقْ .. طَقْ .. طَقْ
سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..
لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه
شُرطةٌ طيّبون !
 
  باب الفلة
كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا.
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
هذا هو حظّنا من التمدّن.

    باب المنارة
يُشبه الضميرَ العالمي.
دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
بابُ المسلَخ!

    باب سعدون
من حقِّهِ
أن يقفَ مزهوّاً بقيمته.
قبضَ أصحابُهُ
من شركة التأمين
مائة ألفِ دينار،
فقط ..
لأنَّ اللصوصَ
خلعوا مفاصِلَه !

    باب سيدي عبد السلام
تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:
سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ
أم في مسجد،
فإنَّ مصيرَنا جميعاً
إلى النّار !

    باب سيدي عبد الله الشريف
المفتاحُ
النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
عرفَ الآن،
الآن فقط،
نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،
حتّى لو كان
ثُقباً في باب!

    باب سيدي قاسم
ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.
فَرِحَ كثيراً.
مُنذُ الآن،
سيُعلنون عن حُضورِهم
دونَ الاضطرار إلى صفعِه !

    باب عليوة
ماذا يحسبُ نفسَه؟
في النّهاية هوَ مثلُنا
لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.
هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
كُلّما لاحَ لها
بابُ طائرة.

    باب قرطاجنة
إنّها الجنَّـة ..
طعامٌ وافر،
وشراب،
وضياء ،
ومناخٌ أوروبـّي.
يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة
بابُ الثّلاجة !

وأغلقت تونس أبوابها ولكن:
الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها
من ( طَقْ طَقْ )
إلى ( السَّلامُ عليكم.)

أغلقت تونس أبوابها لأنّها لا تتشرّف بباب تقول أبواب تونس:
يعملُ عملَنا
ويحمِلُ اسمَنا
لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.
هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة
عن البابِ الزُّجاجي !