samedi 30 avril 2011

أقرأ جسدك وأتثقف

     

في مثل هذا اليوم (30أفريل) من سنة 1998 توفّي الشاعر نزار قباني. ننشر هذه القصيدة وهي بقلم الشاعر تخليدا لذكراه

أ قرأ جسدك وأتثقف


يوم توقف الحوار بين نهديك المغتسلين بالماء..

وبين القبائل المتقاتلة على الماء...

بدأت عصور الإنحطاط..

أعلنت الغيوم الإضراب عن المطر

لمدة خمسمئة سنه..

وأعلنت العصافير الإضراب عن الطيران

وامتنعت السنابل عن انجاب الأولاد

وصار شكل القمر كشكل زجاجة النفط..

2

يوم طردوني من القبيله..

لأني تركت قصيدةً على باب خيمتك..

وتركت لك معها ورده..

بدأت عصور الانحطاط..

إن عصور الإنحطاط ليست الجهل بمبادئ النحو

والصرف..

ولكنها الجهل بمبادئ الأنوثه..

وشطب أسماء جميع النساء من ذاكرة الوطن..

3

آه يا حبيبتي..

ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب..

كشرطي سير؟..

فيعتبر الوردة مؤامرةً على النظام..

ويعتبر القصيدة منشوراً سرياً ضده..

ما هو هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء..

تزحف على بطنها من المحيط إلى الخليج..

من الخليج إلى المحيط..

والذي يتكلم في النهار كقديس..

ويدوخ في الليل على سرة امرأة..

4

ما هو هذا الوطن؟..

الذي ألغى مادة الحب من مناهجه المدرسيه..

وألغى فن الشعر..

وعيون النساء..

ما هو هذا الوطن؟

الذي يمارس العدوان على كل غمامةٍ ماطره

ويفتح لكل نهدٍ ملفاً سرياً...

وينظم مع كل وردةٍ محضر تحقيق!!.

5

يا حبيبتي..

ماذا نفعل في هذا الوطن؟.

الذي يخاف أن يرى جسده في المرآة..

حتى لا يشتهيه..

ويخاف أن يسمع صوت امرأةٍ في التلفون..

حتى لا ينقض وضوءه..

ماذا نفعل في هذا الوطن؟

الذي يعرف كل شيءٍ عن ثورة أكتوبر..

وثورة الزنج..

وثورة القرامطه..

ويتصرف مع النساء كأنه شيخ طريقه..

ماذا نفعل في هذا الوطن الضائع..

بين مؤلفات الإمام الشافعي.. ومؤلفات لينين..

بين المادية الجدلية.. وصور (البورنو)..

بين كتب التفسير.. ومجلة (البلاي بوي)..

بين فرقة (المعتزلة).. وفرقة (البيتلز)...

بين رابعة العدوية.. وبين (إيمانويل)...

أيتها المدهشة كألعاب الأطفال

إنني أعتبر نفسي متحضراً..

لأني أحبك..

وأعتبر قصائدي تاريخيةً.. لأنها عاصرتك..

كل زمنٍ قبل عينيك هو احتمال

وكل زمنٍ بعدهما هو شظايا..

ولا تسأليني لماذا أنا معك..

إنني أريد أن أخرج من تخلفي..

وأدخل في زمن الماء..

أريد أن أهرب من جمهورية العطش..

وأدخل جمهورية المانوليا..

أريد أن أخرج من بداوتي..

وأجلس تحت الشجر..

وأغتسل بماء الينابيع.

وأتعلم أسماء الأزهار..

أريد أن تعلميني القراءة والكتابه..

فالكتابة على جسدك أول المعرفه

والدخول إليه دخول إلى الحضاره..

إن جسدك ليس ضد الثقافه..

ولكنه الثقافه..

ومن لا يقرأ دفاتر جسدك

يبقى طول حياته.. أمياً....

                                نزار قباني

mardi 26 avril 2011

وين ماشيين17

     
وين ماشيين17
قال صاحبي: أول واحد قال فهمتكم في هالبلاد ڤطّع واحنا زعمة إذا فهمنا رواحنا شنوة يصير فينا بعد اللي صاير.. ناس تكسر ستاد يقلك وراء ذلك مؤامرة.. البلاد داخلة في حيط يقلك قوى الجذب إلى الوراء.. ناس تحرق وتسرق يقلك متآمرين.. ناس تفسد أيّ مسيرة سلمية يقلك مندسين.. ناس تقول رانا في خطر يقولولها يزي من التآمر على الثورة.. تقول الحكومة موش قايمة بواجبها يقلك سيب عليك حكومة وقتية تو تمشي.. تقول القرارات راهي خطيرة يقلك خلي البلاد تريض.. تقول ماثماش أمن يقلك مشكلتنا في البوليس السياسي.. تقول لجان تكونت لحماية الثورة يقلك وحماية الثورة من شكون؟؟؟ وهنا تسمع ألف إجابة وهنا أقول لذاك الرجل الفاضل الذي قال لقد هرمنا هرمنا.. احنا هرمنا واحنا صغار ماللي نشوفو فيه من دمّار.. نحبو الترسيم في الخدمة وزيادة في الشهرية والترقيات زادة وتشغيل المعطلين عن العمل ودستور جديد وانتخابات مفصلة على مقاس كل واحد وحرية تعبير وطرد التجمعيين وإعلان دولة الخلافة وتثبيت العلمانية ومحاسبة المفسدين والشماتة في العصابة السابقة (على خاطر تو ثمّة عصابات) ونريد محاكمات عادلة وتنمية جهوية ونهضة ثقافية وتسكير الماخور ومنع البروباغندا السياسية في المساجد ومنع الانتصاب (الفوضوي طبعا) ونريد حرية التعبير وتغيير مذيعة الأخبار وتغيير اسم نهج وتغيير والي ووزير ومعتمد وقاضي ومحامي وأستاذ... طبعا التغيير هذا ممكن وفي لمحة عين إذا نقبل شكون يكذب علينا ونصدقوه كيما كان عهد التغيير ووقتها لكلّ واحد خيارة من خيار المستقبل.
طبعا المطالبة حق والواحد في بلادو موش غريب ولكن وين ماشيين كل شيء نحبوه اكسبراس وما تسمع كان الشعب يريد:
الشعب يريد إسقاط البارات.. الشعب يريد إسقاط النقاب.. الشعب يريد إسقاط السقّاط.. الشعب يريد إسقاط أيّ شيء المهم أنو يريد وهنا لابدّ من كلمة فالشعب يريد إسقاط كلّ شيء حتى أنو الآن في الطريق إلى إسقاط نفسو بما أنو شعب عادل في توزيع الفوضى وتشوفو الشعب يريد شعب كالبنيان المتداعي إذا اشتكى منه عضو نزلو عليه بقية الأعضاء بالتنبير والحشّ..
تقول عادي في كل ثورة.. يقلك نعم عادي لكن اللي يشتهى ثورة يعملها في دارهم على خاطر من يوم بدات الثورة حتى 14جانفي وقت الشعب الكل ناقم حتى شيء ما تكسر من الملك العام أو الخاص حتى تونسي ما كفّر تونسي حتى تونسي ما خلع دار باش يفكها وإلا حفر في حديقة باش يبني فيها وإلا.. وإلا والفضايح معروفة.
قال صاحبي وقد قلت له سأكتب هذا:" صحيت لكن بربي شفتشي مرّة واحد بطل الدخان على خاطر قرا على الباكو "التدخين مضر بالصحة". ووين ماشيين؟  
     

samedi 16 avril 2011

همسة وأبواب للحياة

   
همسة:
اليوم عيد ميلادي
سرق الدهر بعض عمري ولكنّه درّبني على قطف أزمنة السعادة
عتبة:
يوم الميلاد يحدث مرّة في السنة
لكنّ كلّ علاقة رائعة في الحياة هي ميلاد آخر.. فاكتشفت أنّي أولد مرّات في السنة الواحدة
الباب أوّل: كلمات إلى من سرق بعض عمري،،
يوم فراقك خسرت قيودي.. ونسيت الحزن في الكلمات...! فتحت للغة نوافذ نور تمدّدت فوقه روائع العبارات.. نور،، أهداني إلى ذاتي.. كم ممتع .. أن أرنو إلى سفر في تلاوين الذّات.
الباب الثاني: إلى بلد عشقته
تلك المدن والشواطئ والأنهار ،، وبحار وأمواج ثرثارة.. يا زمن الثورة في بلادي ويا حلم موغل في سحاب.. يا أغاني الدهشة.. و سر العسل المنثور على ألسنة الثوار
يوم ميلاد صمتت فيه اللغة لتثرثر الأيادي والعيون.. أي ذاكرة ستحفظها؟ وما كان إلاّ روعة في جنون في جنون،،
أيّ حضارة كرامة تقيمها يا شعبي يا من أسقطت ورقة التوت
لا تخافي يا بلدي،،،
السواري قائمة ،، والسفينة بسمكة جميلة حالمة فلنرفع الأشرعة.. إنيّ فتاك الذي تصفّح التراث والمخطوطات ونبوءات الأيام القادمة..
لن نفسد التاريخ.. سنكون بعد ذلّ فخرا لأجيالنا القادمة
الباب الثالث: إلى كل الذين أحبوني
إلى الذين دخلوا باب قلبي ولم يتمسحوا بأعتاب اللغة
وزرعوا عشبا في قحطي ولم يدّعوا خلق ما به كنت... إلى الذين احتووني وصوّبوا طريقي ولم يعنفوني.. إلى الذين لم يفهموني ،، لكنّهم لم يؤذوني ...
لهفتي إليكم قائمة..
لفدائكم روحي ونفسي ومجوني ومعاني الوفاء سفن إليكم راحلة
مهجة النفس حولكم ترنو الطواف،، في غيث عشق أبديّ لا يستوعبه،، عبّاد الجفاف ..
الباب الرابع: إلى ثمرات منّي إليّ وهي حدائق عمري
ماذا كان سيحدث لو لم تكونوا ،، لو آمنت برعونة الوحدة... لو هزمت شعور الأبوّة،،!؟
ماذا كان سيحدث لو اشتقت إلى خلد فالتفت ولم أجدكم لأضمّكم؟
لو بعثرت كلّ أيّامي في الدروب؟
لو لم تكونوا سكني وقرّة عيني ومخلدي...!
ماذا كان سيحدث لو سحبت روحي في خدر اللذة..!؟
لم يكن شيئا ليحدث ...!
فقط ..
ستولد دمعة .. سأذوي كما الشمعة.. ومن بعدها تــُمنح حياتي للضياع ...
أنتم حياتي وخلدي وواسطة العقد في زمن وجودي
الباب الخامس: إلى قلب صار لي
أتعرف معنى،،؟
حرص الصدف على لؤلؤة
رأفة حرير السماء على صدر أرض يابسة..
لن يخطّ قلمي تفاصيل الشوك يحمي وردة حتى لا يكون مأزق الحرف،، فالتفاصيل الجميلة أروع ألف مرّة...!
أتعرف؟
عشقا لكل أشيائك الصغيرة.. لن أتنازل عن خطاف الربيع في الحكاية كلما أويت إلى مروج شوقك ...
أتعرف ؟
غفرت لكل هذا التأخر في حضورك بعمري
سأرسم جغرافيا المسافات .. واحتمل حدود الماضي لأعبر للقادمات الباقيات ..
الباب السادس: في الحب
أنا أحب ،،
لذلك أفهم مأزق اللغة،،
وأقدّر عواصف القلب وأعاصير الذات ..
أنا أحب ..
لذلك
يسكنني ميس القوارب على الحرير الأزرق والسّمك،، يتزّين للّقاء
أنا أحب ..
لذلك لا أستغرب عشق الأرض للدوران
ما الحب؟
هو ما العاشق فيه عند مساقط الغيث زمن تبعث الأكوان
وارتباك سحابة تعانق القمم والفناء في العشق هو العنوان
الباب السابع: في العدد سبعة
سبعة أحبّ الأعداد إلى نفسي سباها مجرم وأعادها الشبان ذات ثورة فحياتي فداء من أعاد إليّ عشقي
الباب الثامن
في وحدتي اللذيذة ، هواتف توحي لما حولي،، أسمعها والأشياء؟
يقول عمري لزمني :
أكلما عانقتك أفنيتني..؟!
يقول لحن لوتر
كل هذا الحلم ولم ترقص على نغمي ؟!
تقول الكلمات للبلاغة
لا تتعنّتي فثمة وقت للحكاية وفجر لميلاد القصائد ...
يقول الغروب للشمس
أشرقي
فثمّة حتما روح عاشقة تنتظر موعدا آخر تلاقي فيه الحياة ..
الباب التاسع: إلى أمي
في التاسع نولد فشكرا لأنّك من فتح أمامي أفق الوجود
على سبيل الخاتمة
أنتهي يوم ينفضّ من حولي من أحبّهم.. ويوم ميلادي لا تحدّده السنون الماضية ولكن حدائق أيامي القادمة.

mercredi 13 avril 2011

الثورة.. واثنتا عشرة حبة هلوسة

  
الثورة.. واثنتا عشرة حبة هلوسة
الحبة الأولى:
خطب أبو جعفر المنصور – الخليفة العباسي -
فقال : أيها الناس ، ينبغي أن تحمدوا الله على ما وهبكم ، فإني منذ وليت عليكم أبعد الله عنكم الطاعون الذي كان يفتك بكم !
فقال أحدهم : إن الله أكرم من أن يجمع علينا في وقت واحد الطاعون وأنت.
الحبة الثانية:
إذا الشعب يوما أراد الحياة   فلابدّ أن يستجيب القدر
بيت أقنع العالم وصار في نشيده الوطني عورة يجب أن تستر
الحبة الثالثة:
أفتى البعض ممّن صارت جيوبهم في حاجة إلى حمية بتحريم المسيرات والمظاهرات والاعتصامات.
الحبة الرابعة:
وطن يستغيث وأهله طرشان.
الحبة الخامسة:
لم يعد شيئا ينهب في البلد حتى القمامة صارت آمنة المقام.
الحبة السادسة:
هذا وطن ندخله برجلنا اليمنى أو اليسرى.
الحبة السابعة:
لماذا سقط الشهداء وبقينا أحياء؟
الحبة الثامنة:
أهو قدرنا أن نمرّ من زبالة الحكم إلى قمامة الشوارع؟
الحبة التاسعة:
جارنا القذافي يحاسبنا لماذا لم نقبل بحكم آل بن علي وآل الطرابلسي المؤبد بل يحكم علينا بالإعدام ولمّا قرّر التنفيذ رُفعنا كالمسيح ونفّذ "شهوته" في الشعب الليبي.
الحبة العاشرة:
فتوى حارق نفسه.. صلاة في شوارع المدينة.. سكرة مليونية..  مواضيع حارقة.. الإجابة عنها تخرج البلاد من أزمتها.
الحبة الحادية عشرة:
كتب أحدهم على كل جثث شعوب العالم الحية : الجائع لا يمكن أن يكون مخلصاً لوطنه.
الحبة الثانية عشرة:
حالنا أفضل من حنين فقد عاد بخفين أمّا نحن فقد عدنا بأكثر من خمسين حزبا والقادم أوفر.
نضبت علبة الحبوب الأولى فأقول:
العالم ينظر إلينا فلا تفضحونا.. 
سؤال أخير: أيجب تغيير العربة أم تغيير الحمار؟  

samedi 2 avril 2011

وين ماشيين16

 وين ماشيين؟    
اللهمّ لا حسد
      صار لنا حزب جديد يولد كلّ يوم في هذا البلد.. فاللهمّ لا حسد..  وصار كلّ تونسي يرى نفسه في العبقرية السياسية الواحد الأحد.. اللهمّ لا حسد.. سنكون الشعب الأوّل الذي ينتخب وبيده من أسماء الأحزاب مجلّد.. فلا حسد.
      أحزابنا أعجزت الألوان عددا.. لا النارية تكفينا ولا الباردة ولا الأساسية ولا الثانوية مددا.. احتار الدليل في اختيار ألوان لأوراق الانتخاب رشدا.. واستنفرت قواميس اللغة ومهارة العرّافين للتفريق بين الديمقراطي التقدمي والتقدمي الديمقراطي إن وُجد.. نحن أوّل شعب يغلق حزبا ليفتح ستين.. فهذا أخوه في الرضاعة وذاك ربيبه والآخر موّله بالملايين.. ووحدويّ ونهضويّ وبعثيّ ويساريّ وآخر من أصحاب اليمين.. من سيطعم هؤلاء الجياع..؟ والجواب كالعادة شعبنا المسكين.. وجوه مألوفة ووجوه ملفوفة ووجوه حلوفة وأخرى أحلامها مع الغابرين.. أنا من رفض إمساك الحزب الواحد فصارت خشيتي اليوم من إسهال الديمقراطية.. وقشور الحريّة.. وطلاسم المنابر الإعلامية.. ومدّعي الثورية.. في زمان يولد فيه كلّ أسبوع أحد فاللهمّ لا حسد..
        سؤال بسيط: كلّ يمتلك الحقيقة فمن المخطئ في هذا البلد..؟ أكيد لا أحد
بقي إن كان الكلّ قائدا ومحلّلا يطارح تونس الهوى من بقي لحماية الحمى؟
فيا حماة الحمى.. يا حماة الحمى.. هلمّوا هلمّوا.. لنصرة أحزابنا.. حياة حياة لهم.. فسحقا وموت لنا.. نموت نموت.. ويحيا أعزّاؤنا.. يصنعون بنا مجدهم.. لهم الحياة ولنا الفناء..
وين ماشيين؟ 
تفوووووووه على ناس ما فهموا من الثورة كان المطالب والتكتل والكرسي فانكشفت العورة.. لماذا قمنا بالثورة؟ سيعرفون حين يترشحون لماذا قمنا بالثورة.