jeudi 24 février 2011

كتابات عن ثورة تونس

  هذه سلسلة تهتمّ بإعادة نشر ما كتب عن ثورة تونس. فهل ترانا في مستوى ما رآه الآخر فينا؟ إليكم النصّ الأوّل.

تونسة الوطن العربي
علاء أبو دياب
عندما بدأت الأحداث في تونس تابعتها، ولكنني لا أخفيكم أنني لم أكن أتوقع الكثير؛ فكما عودتنا الجماهير العربية في كلّ تحرك مماثل تبدأ فيه التظاهرات من قمة التصعيد وتخبو شيئاً فشيئاً، على عكس المنطق، إذ من المفروض أن يبدأ التحرّك متواضعاً ويزداد زخماً يوماً بعد يوم. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى عدم مساس المعارضات العربية بشكل عام -هناك استثناءات طبعًا- بشخص الزعيم الأول، إن كان ملكاً لمملكة أم ملكاً لجمهورية، وكأنه غير مسؤول عن أيّ خلل تسبّبت فيه حكومته أو كأنه سلطان عادل بحاشية فاسدة، وبالتالي لم أهتم كثيراً لتحركات الشارع التونسي على اعتبارها ثورة عربية على غرار “الشكوى منك وليك” كما يحدث في معسكرات الوطن العربي، الاثنين والعشرين.

لكن خروج الثورة التونسية عن المنطق العربي ودخولها نادي الثورات الحقيقية، ورفعها لشعارات تمسّ القائد الرمز الملهم، جعلتني أُدمن أخبارهم صاغراً، وأتابع جديدهم وقديمهم حاسدًا، وأرجو خالق تونس صباحَ مساءَ أن “يعيّشهم ويضلوا عَ سلامة” حتى نشهد وإياهم ولادة الثورة البِكْر في الوطن العربي بعد أن ظننا جميعاً أنّ الحيض والأمل انقطعا ودخل وطننا سنَّ اليأس ولم تعد هناك إمكانية بيولوجية ولا سياسية ولا اجتماعية ولا أمنية لمواليد جدد من هذا الرّحم.
وفي يوم لم ينشق فيه قمر ولا حمل فيه ملوك المجوس هدايا، جاء المولود الأهمّ من مواليد هذه الأمة، مولودٌ لا يحمل بُعداً أسطورياً ولا غيبياً، معروف النسب، أبوه شعبٌ أراد وأمه تونس، نزل باكيا ملطخاً بالدماء، مخاضه مؤلمٌ كما يجب أن يكون المخاض، ونطق في مهده كما ينطق الأنبياء: “لا عاش في تونس من خانها”. اثنا عشرَ مليون تونسيّ وُلدوا من جديد، ملايين العرب العقيمين حَلُموا بالإنجاب من جديد، ولد الأمل، نعم هذا هو اسم المولود الجديد.. أمل.
أسموها ثورة الياسمين! لا أظن أنّ ثورة بدأت بجسدٍ يحترق تستحقّ اسماً رومانسياً كهذا! إنّ البوعزيزي لم يحرق نفسه عامداً، لم يحتَج إلى مادة حارقة، لم يكن يحمل عود ثقاب، كل ما هنالك أنّ الكرام إذا ما ذُلّوا  ذَلّوا، كل ما هنالك أنّ دماءه لم تحتمل فقره وذلّهُ فتحوّلت وقوداً، وعزّة نفسه لم تطِقْ هَوانه فأطلقت الشرارة. البوعزيزي كان وفياً للشعراء فحوّل قولهم فعلاً؛ ألم تعلمونا “سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى”؟ ألم تقولوا لنا للحرية الحمراء بابٌ؟ أولستم من قال عَنّا “حذاري من جوعي ومن غضبي”؟ البوعزيزي آمن بالشعر أكثر ممّن قالوه. ولا تقلقوا- فلا حاجة له بدعائكم بالغفران له، وفّروا صلواتكم لأنفسكم، البوعزيزي لن يكون مصيره النار فلا أظن أحداً سيغامر باندلاع ثورة في السماء.
ولتسمّوها ما شئتم: ثورة الياسمين، ثورة الصبّار، ثورة من لا ثورة له، المهم أنها حدثت وأرعبت. ملوك العُرب بدأوا بصرف علاوات تونس لشعوبهم، الجميع صار يحارب البطالة، الكل خفض الأسعار. صار الفساد عدوهم! يبدو أنهم لم يفهموا الرسالة جيداً! إنها ليست ثورة الجياع، إنها ثورة أحرار يفضلون الجوع عليكم، يموتون لتحيا أوطانهم، يريدون لكم أن ترحلوا وتؤدوا عُمرة على نفقة خادم الحرمين وترجموا الشيطان بدل أن ترجمونا.
    سننتظر طرودكم وسنعرفها.. مكتوبٌ عليها من الأمام: ثورة. وعلى الجانبين: غير قابلة للقمع. ومن الخلف: صُنعت في تونس
هذه ليست ككل الثورات، لقد حدث ما لم يحدث قبلاً في أوطاننا؛ إنها ليست انقلاباً، ولم تكن من فعل حزب، إنها من فعل شعب كامل فهم الدرس جيداً وأجهزته الأمنية فهمت الدرس أيضاً، فَكفا تشاؤماً يا مثقفينا، دعونا نفرح يوماً واحداً فقط. لن تُسرق الثورة. لا يمكن أن يحدث في تونس اليوم ما لا يرضاه الشعب، لن يجرؤ رجل أمن على قمع أحدٍ لأنه بات بالأمس مرتعداً من انتقام الناس، وتعلّم أنه أجيرهم وأنّ الشعب قادته وأنه كبش الفداء الأول لمن علموه القمع والظلم فظلموه قبل الجميع. لن يجرؤ سياسيٌ أيضاً على عصيان شعب يعرف كيف يعزل من عصاه؛ لا خوف على تونس بعد اليوم. إفرحوا يا مثقفي العرب، أعطوا عقولكم وتحليلاتكم يوم عطلة بمناسبة الثورة وعيشوا البلاهة اللذيذة معنا، تذوقوا مرةً طعم فرحةٍ لا تنغّصها الرؤى المستقبلية، يوم واحد فقط من أجل “تونس الحمرا”.
يا شعب تونس الحرّ.. لا تقلقوا على السياحة، سنجيئكم جميعاً من المحيط إلى الخليج لنرى كيف يكون شكل العربي الحر، وكيف هي أوطاننا بلا المستبد، وما هو شعور الثائر المنتصر؛ سنجيء لنرى مسؤولاً عربياً في السجن. إنها تجربة لم تحدث لأحدنا قبلاً. سنجيء لنشاهد مطاراً عربياً لا يحمل صورة الرئيس. نريد معانقة ضابط المخابرات وموظف الجوازات وشرطي السير وحمّال الحقائب؛ نريد تقبيل أيادي الجنود؛ نريد الصراخ بملء أفواهنا في شارع الحبيب بو رقيبة: عاشت تونس الحرة، عاشت تونس العظيمة، بن علي الكلب هرب، ما عادوش تخافوا، الشعب التونسي حر، الشعب التونسي ما يمتش.”
أعلم أنكم تريدون المحافظة على موارد تونس ولكن بحق الفقر والظلم والذل الذي جمعنا وإياكم مرة، بحق العروبة، توْنسونا، صدّروا لنا قليلاً من كرامتكم، أرسلوا طروداً صغيرة من الثورات الى تلك العواصم العربية المحتلة، هربوها في حليب الأطفال أو في أغاني العاشقين؛ إبعثوها مع الحمام أو النسور، خبّئوها في قنابل الغاز التي ستتبرعون بها لأنظمة تحتاجها، أرسلوها رسائل قصيرة إلى كلّ محمول. نستحلفكم أن انقلوا لنا العدوى فما أجمل مرضكم وما أقبح صحتنا. زوّجونا تونسيين وتونسيات علّنا ننقل لأجيالنا جيناتكم، لا تبخلوا علينا يا بني جلدتنا ببعض من إرادتكم ببعض من تونسيتكم، سننتظر طرودكم.
سننتظر طرودكم وسنعرفها.. مكتوبٌ عليها من الأمام: ثورة. وعلى الجانبين: غير قابلة للقمع. ومن الخلف: صُنعت في تونس.
رابط المقال

mercredi 23 février 2011

فدّينا

       
فدّينا
غريبة والحال زمن العجائب.. يفهم الحيوان إذا نهرته بل بالإشارة يفهم وبعض الساسة في بلاد العرب بكلّ لغات الدنيا لا يفهم بالإشارة لا يفهم.. بالمسيرات لا يفهم.. باللافتات  بالنداء بالرّجاء بالصراخ بالاعتصام بالدماء بالشهداء بالجرحى لا يفهم.. غريب والحال زمن العجائب.. لا ديڤاج نفعت ولا ڤلّع طير اذهب امشي فك سيّب برّا روح ا ڤلب عِفْ هوّي
براس الحنينة.. برحمة بوك.. بجاه ربي.. باللي يعز عليك.. بالقرآن.. بالمنجل والمطرقة.. بالزحف المقدس.. بالقوة.. بالسياسة.. بالأخضر والأحمر وكل الألوان.. بالشقراوات بالسود والحمر والصفر..  بجامعة الدول العربية والوحدة الإفريقية والأمم المتحدة ومجلس الأمن.. بكلّ حزم.. بالجرذان بالقمل والبرغوث.. بفقرنا.. بثروتكم.. يا معمر يا غنوشي يا عبد الله صالح يا إخوتهم اتركونا.. فدّينا.. قلقنا.. كرهناكم.. عفناكم.. يزّي..يكفي.. موش لازم تفهمونا يكفي أنّا فهمنا بعضنا..
أتعلمون أنّ الحيوان تعلّم في المختبرات؟ والطيور تعلمت تقليد النطق كالببغاوات..؟ والقردة تعلمت تقليد الحركات..؟ ولكنّكم لم تتعلّموا شيئا من ثورتنا فاذهبوا إلى الجحيم.. ما كنت أظنّ يوما أنّي أكتب نصا رديء اللغة كهذا وشفيعي أنّه من مستواكم.. طيّب يا أصحاب الفخامة والجلالة والسيادة والإمارة والقيادة انسوا نصّي ولكم نصّ بديل قاله شاعر اسمه أحمد مطر علّه يصبح طوفانا يودي بكم:
          طفح الكيل .. وقد آن لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلاً
نحن لا نجهل من أنتم .. غسلناكم جميعًا
وعصرناكم..وجففنا الغسيلا
أنتم الأعداء يا من قد نزعتم
صفة الإنسان..من أعماقنا جيلاً ..فجيلا
نحن نرجو كل من فيه بقايا خجل..أن يستقيلا
نحن لا نسألكم إلا الرحيلا
وعلى رغم القباحات التي خلفتموها
سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا
ارحلوا...
أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا؟
أي إعجاز لديكم؟
هل من الصعب على أي امرئ..أن يلبس العار
وأن يصبح للغرب عميلا؟
أي إنجاز لديكم؟
هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع..أن يقتل فيلا؟
ما افتخار اللص بالسلب
وما ميزة من يلبد بالدرب..ليغتال القتيلا؟
احملوا أسلحة الذل وولوا..لتروا
كيف نُحيلُ الذلَّ بالأحجار عزًا..ونُذلُّ المستحيلا!
ارحلوا ... ارحلوا ...
سوف لن ننسى لكم ذاك الجميلا

أي تو ديڤاج.

samedi 19 février 2011

Dégage ديڤاج

    
Dégage ديڤاج
إڤلب.. روح.. طير.. سيّب.. هوّي.. فك..  
ولكن يظهر لي قالو وإلا ما قالوشي.. مصطك وإلاّ نجيب.. غنّو وإلا ما غنّوشي.. زلاط وإلا تكنوقراط..  الجماعة عاملين ما يسمعوشي
Dégage
أوبريت الثورة التونسية.. يد عالية تنش الحثالة وتنادي على الحرية... رؤوس مرفوعة وحناجر مدوية.. وعروش مقلوبة وتونس عروسة محنّية.. حنّة خضرا في الأقدام والسعد القدّام..
Dégage
طلقة قوية.. طلقة تدمر.. خذاتها مصر.. واليوم عند معمر.. وغدوة في الدنيا تكبر..
Dégage
تنفيسة على القلب.. ورصاصة للكلب.. تهرّب السوفاج.. وتُرهب الخمّاج.. ديڤاج.. ديڤاج يا خمّاج.. ديڤاج
كانت صرخة صارت غناية.. والقلوب بالأمل ملاية.. أبدعوها الكبار وحفظوها الصّغار.. جيل ماشي يتربا على ديڤاج معادش نخافو عليه وعلى تونس العزيزة مالخمّاج.
فديڤاج يا حكماء ما بعد الانجاز.. ديڤاج يا كهنة السياسة وزبانية المعارضة ومثقفي العار.. ديڤاج يا ساكني الشاشات ومحترفي المناورات.. وحثالة الدعارة الفكرية..  
ديڤاج أيها المتسلقون المنافقون المتآمرون المناشدون يا من تلتذ أقفيتهم بسيقان الكراسي واللاحسون أقفية السلطان.
ديڤاج أيها الجالسون على أعناقنا منذ الأزل.. أيها الدائسون على طموحاتنا.. أيها المتاجرون بأحلامنا.. أيها المتآمرون مع الشيطان.. ديڤاج يا خمّاج
ديڤاج أيّا من لم تدخلوا مدرسة الثورة وتأتون اليوم لتحاضروا عن فقه السياسة والقانون والصحافة والحريّة بألسنة جعلتموها مفاتيح لأبواب التزلّف من أجل منصب تبتغون..   
ديڤاج فلنا وطن نعشقه ونريد أن نعيد بناءه بعدما خرّبه مغول تونس.. وبلد نريد أن نعمّره بعدما خرّبه همج الميليشيا ولنا مستقبل نريد أن ننيره لأطفال لنا ينتظرون.. لنا ديون نريد أن ندفعها وعصابات نريد أن نحاسبها.. وبرامج تنمية نريد أن نحقّقها.. ومناهج تعليمية نريد أن نصلحها.. وحفنة متواطئين نريد طردها..  .. لذا ديڤاج..
أيها الطرشان والعميان.. ديڤاج..
لنا حماة الحمى تجمعنا على البناء و لنا ديڤاج ساحقة الأعداء.. لنا اليوم ولنا الغد.. نحن اليوم لأنفسنا لا عليها لغيرها لذا ديڤاج فنحن أردنا الحياة وسيستجيب القدر أحبّ من أحبّ ويحبّ من كره ومن له رأي آخر ليس لنا غير افرنقع حتى لا نخرج لك ديڤاجنا.  
احذروا فنحن من علّم العالم ديڤاج اسألوا مصر واليمن وليبيا والبحرين والجزائر والأردن وفرنسا وايطاليا ووووو... اسألوا إن كنتم غافلين وستأتيكم أخبارنا.