mardi 29 janvier 2013

مواطن غير صالح ورسالة إلى أمير مونبليزير.




مواطن غير صالح ورسالة إلى أمير مونبليزير.

    السلام عليكم (منقول. احتياطا فكلّ ما يمتّ للدين بصلة صار عقّارا مسجلا في دفتر خانة باسم حكام البلاد الجدد ومن والاهم)

    السلام عليكم أصدقائي صديقاتي دون قُبل (القُبلة صارت أقصر طريق إلى السجن في بلد الحب والتسامح)

    ها قد عدت بعد غياب ولكن ليس من ثنيّات الوداع (لا أستحق هذا الشّرف لأني لم أغادر البلاد خلسة ولم أنم في أحضان لندن ولم أُقَبل رأس القرضاوي خاصة) 

    لا أنكر أنّي استعذبت فترة الكسل التي مررت بها إذ وجدت لي دورا في وطني ففيما سبق كنت أبحث عن دور هام في وطني ولم أوفق في ذلك ولكن منذ قيام الحكومة الإسلامية جدا المؤتمرية جدا المؤامراتية جدا جدا التكتلية الجعفرية جدا صرت حين أتابع أخبار الخضراء أتذكر المسلسلات وكنت متيما بدور الشرير لأنه الصادق الوحيد في المسلسل فحتى إن قام بفعل خير فما هو سوى سبيل يحقق به أفكاره الشريرة لذا أجدني اليوم عاشقا لحكومة بلدي لأنها صادقة أولا ولأنها منحتني دورا حقيقيا على الأقل هو دور كومبارس في الشتاء العربي الثقيل الذي تتناسل أيّامه فتنجب مزيدا من ال(م ع ع المعطلون عن العمل) و(ك أ ح ف ت يعني كهان أقوى حكومة في التاريخ)   

    تونس اليوم صارت تلعب بأسلاك كهرباء مكشوفة فإن هادنتَ الحكومة عدتَ إلى الخرافة والتُك تُك في العقول والطرقات وإن عاديتها عدت إلى استبداد أزلام الأمس أو بؤس الأيديولوجيا والتنظيرات وإن أنت قلت ثورتي وبلدي فيسألونك سؤال منكر ونكير من أنت؟ وأين كنت قبل 14جانفي؟ أيها الراكب على الثورة. تونس تلعب بأسلاك الكهرباء المكشوفة.. نعم قد تتأذى.. قد تنجو.. قد وقد وقد تصاب بصداع أو صرع أو خبل وهي تسمع من أبنائها الذين تكاد تنكرهم المتناقضات فبعد الشعب يريد إسقاط النظام صارت مجموعة بعدد أوراق (الملسوقة) تردد الشعب يريد الخلافة وبعدد (حارة بيض) الشعب يريد الشريعة و(بأوراق المعدنوس والحقوق محفوظة لبائعها دون تهكم طبعا) الشعب يريد تعليما زيتونيا. لقد حان الوقت لنستورد شعبا ففي تونس الملايين يتحدثون باسم الشعب ولا يريدون أن يكونوا شعبا. 

    إنّ مصيبتنا في هذا البلد أنّ التونسي يرى أعداءه الجدد وهم يعيدون فتح الجرح الذي سبّبه العدوّ القديم ويظلّ ينظر وينتظر دون أن يئنّ بوجع حقيقي أو يدفع حتى الأذى عن نفسك ...
   
  نص الرسالة  :
  
  الأستاذ الحاكم بأمره أمير مونبليزير كيف حالك بعد أن صرت كالجرب لا يريد أحد من السياسيين قربك والتحالف معك إلا من هانت عليه نفسه؟ 

    بعد المقدمة السابقة أُخبرك أنني أحببت طاقم أسنانك الجديد!  وكم كنت أرجو أن يكون كلامك جديدا كذلك.

    آه.. تشذيب اللحية كذلك أعجبني مقارنة بما رأيت في صورك القديمة ...وكنت تطلعت إلى طلّتك البهية وأنت تلعب في مطار تونس قرطاج دور أقبل البدر علينا. 

    كم كنت سعيدا يوم عدت من لندن وقلت ألاّ شأن لك بالسياسة لأني تأكدت يومها أنها طريق من سار دون رجعة لأنّه سار في طريق الكذب. لقد أحببتك يومها لأني وثقت من أنك لن تتوب عن السياسة وأنّ البلاد والعباد سيُبتلون بك وبنقمتك لأنهم لم يناصروا مشروعك ذات تفجير أو ماء فرق أو حريق. يومها كنت واثقا من أنّ المؤامرة ستنكشف وأنّ البلاد لن تكون بخير لا كرها في بلدي طبعا ولكن هو هتك الستر. فرحت بعودتك وبنجاح حزبك في الانتخابات لتنكشف الأكذوبة. صحيح إنّنا سنعاني ونقاسي ولكن هذا الجيل تعوّد على المحن لذا قبِلنا أن تخوض تجربتك المريرة معنا لننقذ أبناءنا ليتعلّموا منّك ما يجب أن يلقّحوا أنفسهم ضدّه. أحبّك وأنت تحاول وتحاول وتستعين بكهّان الخليج ومردة أفغانستان. أحبك لأنّك تسارع بخسارة أسهم الدين السياسي في بورصة القيم. أشدّ على يديك فواصل. وكن من تشاء واعلم أنك لست إلا البداية لنهاية سعيدة!
                                       شكرا لقد انتهت الرسالة

    قد يقول البعض إن الصديق باخوس يهذي ! أو ربما هو زهايمر أو ما شابه ... لا أنا أحبّ أمير مونبليزير فهو يستعرض تطبيقا ما قد تعجز عنه آلاف التنبيهات والحكم والمواعظ.