كلمات رفضت الحجاب ووضع النقاب
حدثنا أبو فأرة الكيبوردي قال: أحدثك - يا عافاك الله - والدعاء مستحب في زمن كثرت فيه الكُرب... والأقوال أفضل من الأفعال.. بعد أن جبت الياهو والغوغل وكانت الصفحات في ذلك الزمن محجّبة والمواقع منقّبة.. فاستعنت بالهوتسبوت في المسار على قاطع طريق سميّ عمّار.. وكان صدر الشارع أوسع فخرجت الجموع تلعلع.. ونزلت البركات وفُتحت الصفحات فنُشرت التدوينات وعلت الأصوات وانتشرت الفيديوهات وتغيرت الأوقات فانطلقت في الشوارع الأصوات وكانت الثورات في تونس بلد الويلات... وفرّ المخلوع وليلاه وخرس في الظاهر من تشيّيع له ووالاه.. فقلتُ ربيع عربي وهذا الشعب نبيّ.. يحمل الرسالة إلى الأمم ويفدي الكرامة والحريّة بالروح والدم... وتتالت الأيام وأنا مذهول بين الأنام فمن قصبة إلى أخرى ومن خيبة إلى بشرى ومن اعتصام إلى التحام ووقع دوس القيم فقلت من قال يوما أنّه يفدي تونس بالروح والدم؟ إذ تفاقمت البطالة وزادت الأسعار وتلف القائم وحلّ الغائم فالتونسي من نار إلى نار وفي بحر مصائب يغرق حتى يوم 23أكتوبر يوم الإصبع الأزرق.
هنا تنّهد أبو فأرة الكيبوردي وصمت فقلنا: أكمل هل تنتهي الثورات بالانتخابات؟ وهل بذا كان الناس معنيين ليعودوا فرحين مسرورين؟
قال أبو فأرة الكيبوردي: هل أحدثكم عن البليّة على الحدود الليبيّة؟ فبعد استضافة الجار في عقر الدار لا يجد التونسي على الحدود ملجأ وقد فتحها سابقا للجار مخبأ؟ هل أحدثكم عن شرّ البليّة طائرة تُستباح وتونسيون من الغريب يُعنفون من عرب أمام الجامعة العربية؟ هل أحدثكم عن اختيار اللون الأزرق في الإصبع وهو لون القائمة التي صارت نتائجها بعد العدّ تسطع؟ لماذا يكون لون الانتخاب بلون من ترشحوا للتأسيسي نواب؟ هل أحدّثكم عن أوّل رئيس يُنتخب لا دخل للشعب في الاختيار فالديمقراطية تنتحب؟ هل أحدّثكم أنّه بعد تسعة الأشهر تضع الثورة المرزوقي والجبالي وبن جعفر؟ هل أحدّثكم عن ثورة شباب كالزهور يغتصبها من عافته الدهور؟ هل أحدثكم عمّن سلم من سنوات الجمر والنار وهو خارج البلاد ليركب الثورة اليوم ويقرّر مصير العباد؟ هل أحدّثكم عن طفل الثورة يقال أمريكا قدّته وفي رواية أخرى قطر وحمد وجزيرته وموزته وضعته؟ مالكم لا تنقذوني بالصمت عن السؤال والكل وبال في وبال في وبال.. فهذا جاء من بلاد الأفغان فهو أبو فلانة أو أبو فلان.. وذاك يبشّر بأنّه الخليفة السادس وقد ظهر البرهان وبه يزول الهوان.. ويساريّ لا يلين نسي قراءة اللحظة في مقام تنظيرات الشيخ لينين، وثالثهم بواقع العرب باصر يرنو إلى ستينيات عبد الناصر.. ورابعهم مناور مبدع كلب درّبه التجمع.. وخامسهم وسادسهم وووو فتح الفتوحات في احتجاز عميد في غزوة الكليات.. فهل بقي لي في السياق كلام وهل من بصيص نور في حلكة هذا الظلام؟ هل بعد أن أصاب الرمد العيون وصارت المصالح صنو الأفيون من له الجرأة والقدرة أن يقول لماذا قام الشعب بالثورة؟
وهنا سكت أبو فأرة الكيبوردي وعلا الوجوهَ الوجوم وبقي السؤال يحوم يشكك في قول أبي فأرة هل احتفلنا يوما بالثورة؟