samedi 6 mars 2010

وين ماشيين7

                       
التعليم
يعتبر التعليم والتكوين أخطر مجال يحدّد مستقبل شعب من الشعوب. فمن خلاله تصنع العقول وتهيّؤ الكفاءات وفق التحدّيات التي تنتظر الشعب بمعنى آخر قل لي ما هي أهداف التعليم لديك وآفاق التكوين أقول لك كيف سيكون شعبك مستقبلا؟ البرامج التعليميّة تحدّد عقول المستقبل ومهاراتهم وآفاق مستقبلهم.. فالمدرسة سواء كانت ابتدائية أو إعدادية أو المعهد أوالكليّة هي من ستقرّر مصير الأجيال ومن ثمّة البلاد وفق ما تلقاه الفرد من برامج وتكوين.. لذا تحرص الأمم وفق نظرة مستقبلية ووفق قراءة دقيقة نسبيا للواقع والمستقبل بتحديد نظامها التربوي التعليمي.. وهنا أصل إلى تونس فمن بيداغوجيا الأهداف إلي المقاربة بالكفايات ومن المدرسة السلوكيّة في علم النفس التربوي إلى نظرية بياجي البنائية ومن إقرار برنامج لا يصمد أكثر من سنوات يتيمة إلى تغييرها وتأليف كتب جديدة مع ما ينجرّ عن ذلك من جهد ووقت وإضاعة مال المجموعة الوطنيّة.  
أظنّ وبعض الظنّ إثم أنّا بعد أكثر من نصف قرن لا نزال نجرّب في مجال التعليم والتكوين. طبعا لست ضدّ التجريب ولكن حتّى متى سنبدأ التجارب ونئدها وهي لا تزال في المهد حتّى متى سنبقى نقرّر تدريس مواد في أحد المستويات ثمّ نتراجع؟ حتّى متى سنقرّ أنّ امتحانات تحديد المستوى يكون في السنة الرابعة أو السادسة؟ حتى متى نقرّ امتحان الرابعة ثمّ نلغيه وفي نفس السنة نعيده؟ حتى متى نعبث بالتقييم فمرّة وفق الكفايات ومرّة وفق الدفتر القديم ونتراجع لتكون الكفايات من جديد؟ وحتى متى يكون الطالب المتخرّج ضحيّة اختيارات غير مدروسة من الأستاذيّة إلى الإجازة ومنظومة إمد؟ حتى متى سنجرّب فضل الإجازة التطبيقية أم الإجازة الأساسيّة في ما يخصّ سوق الشغل -وكم أكره هذا المصطلح-؟ ثمّ ما معنى أن يتضمّن دليل توجيه الطالب مئات الشعب نصفها طريق إلى البطالة؟
هذه بعض الشذرات أودّ تقاسمها مع قرّاء هذه التدوينة الذين أكون سعيدا بآرائهم وتعليقاتهم    

6 التعليقات:

illusions a dit…

.لقد وضعت الاصبع على داء كبير تبحث سلط الاشراف و كل المسؤولين لايجاد حلول و لو نسبيا جذرية له، لكن ليس بالضرورة الى حل سحري او نهائي.المجال التربوي كان و لا يزال و سيبقى مسالة مستعصية امام التطورات التي يشهدها المجتمع التونسي و عيرها من المجتمعات التي تعرف تحولات متسارعة في منظومتها الاجتماعية و الاقتصادية... في ارتباطها المفرط في بعض الاحيان سواء بالتغيرات العالمية في هذا المجال و ذلك بمحاولة تطبيق توجهات ربما اثبتت جدواها في غيرنا من الاوساط، او هي مقترنة بردود الفع سواء في الشارع او تغير اطار التسيير
المحلل للوضع التربوي يلاحظ ضرورة كثرة تذبذباته و عدم استقراره على راي او قرار او توجه
التجديد شيء جميل يؤكد حركية و انفتاحا و محاولة للتطوير لمواكبة مختلف المستجدات، لكنه يصبح مزعجا اذا كان اعتباطيا و مسقطا
البعض يعيب على النظام التربوي التونسي تغييب الاطراف الفاعلة في المنظومة التربوية و ان المركزية المفرطة هي السبب في هذا التذبذب رغم كل تلك الاستشارات الوطنية التي تبقى مجرد شكليات او ذر رماد على الاعين. لكن ما اعيبه شخصيا على المجال التربوي هو الصبغة الانفعالية لفراراته التي هي في اغلب الاحيان نسخ لتجارب غيرنا في اوساط لا تماثل وسطنا الخصوصي، فكل اجراءيجب ان يخضع مسبقا لدراسة من المختصين في الميدان على اختلاف توجهاتهم لملاءمته مع الواقع التونسي تحديدا و حتى نتجنب ذلك التذبذب في اتخاذ القرارات مما يفقدها قيمتها و مصداقيتها و حتى يكون نظامنا التربوي اقل ثغرات اذ لا يمكن ان يوجد نظام مثالي يلائم كل الاطراف

حياة العابد a dit…

حتى متى تبقي جامعاتنا خارج الخمس مئة الأولى في العالم
حتى متي تبقي خارج المئة جامعة عربية وإفريقية؟؟
حتى متى نكذب كذبة ونصدقها ، كذبة مستوانا التعليمي الممتاز

bacchus a dit…

@illusions
بداية شكرا لك على ما تفضلت به من تشخيص لوضع التعليم الرّاهن
من المشاكل استيراد منظومات تربوية نحن غير قادرين على تطبيقها أو نحن لا نمتلك الامكانيات من حيث الفضاءات والتجهيزات وطبيعة المكونين وغيرها للاستفادة منها ثمّ إنّ التعليم مشروع يخضع لتحديات بلاد وخصوصيتها وهكذا خلقنا جيلا لقيطا وهنا الكارثة أنّا نخلق أجيالا متذبذبة نتيجة تذبذب التكوين أجيالا لا تستطيع اتّخاذ القرارات والطامة أنّ بعضها فقد الثقة في الشهادة إن في مستوى التكوين أو التشغيل حتّى أنّ بعض الخريجين كثيرا ما يايتبرمون من قول مشغلهم -هذا إن اشتغلوا- قلت يتبرمون حين يقال لهم بعنف ماذا علموكم في الجامعة؟
ملاحظة:بعض الكليات تدرّس مواد اختصاص لا تحيّن مكتبتها ولا تجهيزاتها
شكرا لك على التعليق صديقتي

bacchus a dit…

@حياة العابد
سؤالك مشرع جدا صديقتي
كانت تونس تراهن على التعليم وعلى عقول أبنائها وإذا بنا صرنا نفخر بمراتب أولى وفي مجالات دون التعليم أهمية وليت العكس هو الكامن فبالتعليم الجيّد نفعل كلّ ما تريد وبغيره يصبح الكل زيفا
ضاعت قيمة شهاداتنا وصارت دول كنّا نرسل إليها المعلمين والأساتذة والدكاترة في إطار التعاون الفني معترفة بقيمة الإطار التونسي قلت صارت أفضل منّا ترتيبا في مجال التعليم
وين ماشيين؟

سيجارة a dit…

المشكلة ليست
هل نستعمل كارني بالأعداد أو بالملاحظات؟
بالعكس أنا نرا تطوّر كبير وإجابي للنظام التعليمي بتونس
كس نجي نشوف خويل الصغير كيفاش يقرى
ونتفكّر روحي
بصراخة فرق بعيد
أما مشكلة النظام التعليمي التونسي
أو بالأحرى الطامة الكبرى هي الدروس الخصوصية
ولّى التلميذ أحفض صبّ
بحيث هناك الكثير من المهارات التي يستهدفها النضام التعليمي لا يكتسبها التلميذ بسبب الدروس الخصوصيّة
كالتّعلّم الذاتي ) أهّم حاجة يلزموا يتعلّمها التلميذ)
والإعتماد على الذات.....

وبصراحة نعتقد أنّو الوزارة مطفية الضو بش يخطاوها الأساتذة على حكاية الشهريّة

bacchus a dit…

@سيجارة
كارني الأعداد أو الملاحظات مشكل لأن الكل يتداخل مع تصور متناغم للعملية التربوية
مشكلة التلميذ اليوم هي تعدد المواد وثقل البرامج أي أنّ التلميذ ضاع بين ساعات تدريس عديدة وبرامج وضعت كي لا تنتهي هذا من ناحية أمّا من ناحية أخرى الدروس الخصوصية أمرها سهل فيوم تقرر إدارة البرامج التخفيض في حجم البرامج والحصص سيجد التلميذ الفرصة للتعلم الذاتي وفرصة لتطبيق ما درسه وعندها لن ينسى الدرس
شكرا لك على إثراء الحوار

Enregistrer un commentaire