mardi 30 mars 2010

تعاسة

       
     قال لها: كنت عنترة زماني قبل أن أعرفك
     قالت له: أمّا أنا فصرت خنساء زماني بعد أن عرفتك
     قال: مصيبتي أني قرأت شعر جميل بن معمر قبل أن أعرفك
    قالت: ظننتك ابن عربي
    قال: التصوّف ليس من شأني لأنّ عمر الخيّام علمي
    قالت: أ في علمه أم رباعياته؟
    قال: الرجل واحد
    قالت: حجّتك؟
   قال: حين يقول
   يا إلهي لا عذاب في مكان لست فيه  
  ومكانٌ لست فيه أين يا رب يكون
   قالت: كفر تُعاقب عليه
   قال:
   كان الذي صورني يعلم
   في الغيب ما أجني وما آثم
   فكيف يجزيني على أنني
   أجرمت والجرم قضا مبرم
   خلقتني يا ربّ ماء وطين
   وصغتني ما شئت عزّا وهون
   فما احتيالي والذي قد جرى
   كتبته يا ربّ فوق الجبين
   قالت: السكر أودى بك أنت وخمّارك في خسران
   قال: أمّا أنا فلا لأني أقول لإلهي أنا:
   الذي أبدعت من قدرتك
   فعشت أرعى في حمى نعمتك
   دعني إلى الآثام حتى أرى
   كيف يذوب الإثم في رحمتك
   بل أقول له:
   عبدك عاص أين منك الرضاء
   وقلبه داج فأين الضياء
   إن كانت الجنّة مقصورة
   على المطيعين فأين العطاء
    وأمّا الخمّار فنعم فهو في خسران:
   هل في مجال السكون شيء بديع
   أحلى من الكأس وزهر الربيع
   عجبت للخمّار هل يشتري
    بماله أحسن مما يبيع
   قالت: تعيس أنت
   ابتسم وراح يردّد: تعاستي أحبّ إليّ من بكائك يا خنساء النساء
   قالت: بكائي أحبّ إليّ من تعاستك

0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire