mardi 19 juin 2012

المقامة الكيبوردية

 حدثنا أبو فأرة الكيبوردي قال:
     كنت على النات أقلّب الصفحات تويترات وفايسبوكيات فوقعت على مشهد رواه أحد الأدمينات قال:"خرجت اليوم من حانوت يبيع النبيذ وكل معتق لذيذ.. وإذ بصوت ينادي فأحسست أني المقصود دون بقية العباد.. التفتّ وعن المسير وقفت.. فإذا بشابّ يماني أو كنعاني عليه سحنة موقوف في القرجاني بلباس أفغاني.. وقلت هل أنا المقصود قال إنّك المنشود والرّب المعبود.. فارتبت لأمره وتساءلت عمّا يضمر في سرّه.. قال أتأتي المصائب العظام في الأشهر الحرام؟؟ فقلت بماذا أتيتُ وعلى نفسي جنيت؟.. قال تشرب الخمور في مثل هذه الشهور.. الخمر أم الكبائر وأنت إلى جهنّم لامحالة سائر... قلت أمفاتيحها في يديك تأمرها فتقول لبيك؟ وإن كان شربي حرام في هذه الشهور فهل ذنبي في سواها مغفور؟ ثمّ ما وجودك في هذه الطرقات ألم يأمرك الدين باتّقاء الشبهات أم على حسابي تبتغي كسب الحسنات.. تنحّ عن طريقي يا (صديقي).. وشكرا وصلت الرسالة أيها الناصح والآن (سيّب صالح) واعتقني. وإذ به يكررها ورائي بصوت ثقب طبلة أذني (سيب صالح) أنت إذن من جماعة عنّقني.

قال أبو فأرة الكيبوردي: أبحرت في صفحات وصفحات واطّلعت على نصوص و(ستاتيات) ولم أفهم العلاقة بين (سيب صالح) وأعتقني أو عنقني في الصِلات.. إذ كانت تطلق للمطالبة بالحريات.. وقلت لعلّ الزمن مرّ وأنا غافل فلعنة عليك أيها العلم الكافر.. ألا تبرمجني بأحدث التكنولوجيات حتى لا يحيّرني هذا الآدمي (السقاط)؟

وكان لي صديق ناقد يتهمني بأني لا أفهم سوى الصفر والواحد تَفَضَّلَ بأن يزيل عني الحيرة ليضاعف نحوه الغيرة.. قال: يا هذا قَرنك هو القرن الحادي والعشرين في القرون وبالنسبة إلى صاحبك الأفغاني هو قرن (السيونس فيكسيون) قرنك قرن العلم والعلماء والأعلام وهو قرن من سار وراء السلف دون عقل يُعمله كالأغنام.. هذا زمن الغرائب  صاحب العقل فيه خائب.. وسأكتفي بأمثلة التعليم حجة باعتباره مصنع عقول الأمة ألا ترى وزيرا يدعو إلى تعليم التركية وشعبه رغم ما ورد في الدستور (يضلع) في العربية.. 

ألا ترى المواضيع المقترحة في بلد فيه مليون من المعطلين ولا يندى لمقترحه جبين؟.. ألا ترى الامتحانات تُسرب لأصحاب المال والذوات.. ألا ترى برامج تحتاج سنتين تُدرّس في أشهر معدودات؟ ألا ترى برامج لا علاقة لها بالرّاهن وبما هو آت؟.. ألا ترى أغلب المتفوقين ممن يتمكن من توفير مال (الايتودات).. هي ذي السياسات..  قديمها وحديثها ودعك من الترهات  فعن أيّ عقول تتحدث يا ابن زماني واغفر لذاك التونسي الأفغاني.. كره التلاميذ التعليم الذي يُصَرّح فيه أحدهم بعد التخرّج (معطّل يا لالاني).  

أنت يا صديقي ممن يؤمن بالفعل في زمن أراده الساسة مؤسسا على القول.. أنت للمنطق آلة وعصرك عصر سفالة.. ألم تبحر يوما في محيط الدرِّ؟ ولم تلتقط قول المعري:
             يَسوسونَ الأمورَ بغَيرِ عَقلٍ   فيَنفُذُ أمرهم ويقال: ساسه   
             فأُفَّ من الحياةِ، وأُفَّ مني،   ومن زمن رئاستُهُ خَساسَه

قال أبو فأرة الكيبوردي: شعرت لحظتها بالعالم سواد ولعنت دخولي هذي البلاد.

2 التعليقات:

الحلاج الكافي a dit…

كل شئ قابل للنقاش و المراعة الاّ " الجغمة" متاع العشية ما فيهاش أيّ نقاش

brastos a dit…

اعلم يا ابا فأرة ، انها "جاءتك خفيفة" هذه المرة ، حيث اكتفى بنو خرف ممن ينسبون انفسهم للصالح من السلف ، بصدّك عن شربها ، و بدعوتك الى هجرها ،و لئن اكتفوا هذه المرة باستعمال اللسان ، فستتلوها لا محالة مرحلة الهراوات و القضبان ، لكن الا والذي بارك قيام دولةٍ للظلام و الحـِـدَاد ، فوق ارض الشابي و الحـَدّاد ، لنتمسّكنّ بحقنا في الحياة ، حبّا و فنا و نبيذا و اغنيات ..

Enregistrer un commentaire