samedi 26 mai 2012

المقامة الانتهازية


المقامة الانتهازية
حدّثنا شاهد بن أزمنة بن تاريخ قال:
زعم أهل تونس البررة ذات ربيع أنهم اصطادوا ثورة! ... ودار نقاش بين (الثوار) في جوّ طغى عليه (الحوار) موضوعه تحديد المسار.. فاقترح أحدهم طبخها يسارية وقال الآخر قومية  وأصر ثالثهم على أنها قرضاوية وزاد رابع أنها سلفية وفضلها الخامس مدنية واشتهاها السادس برلمانية فذكرهم السابع أنها جنين البنفسجية..  واحتدم النقاش فكانت حلبة أكباش..  وتطور النقاش إلى نطاح فعجت البطاح وكل يبشر نفسه بأيام الأفراح والليالي الملاح.. وقال قائل منهم عن حسن نية إنّه تناول الثورة ذات مرة  لذيذة شهية عند أحد الأصدقاء طُبخت بالديمقراطية وما إن انتهى من كلماته حتى ابتدأت مأساته.. إذ هب أبو فلان رأس السلفية والتباشير الربانية.. في سحنة نكراء  وابتدأ خطبة عصماء أذهلتني وفي معارفي الدينية شككتني.. وزاد زيتون الطين بلة وعلى القلوب علة بقوله:"الحوار معهم هو الحل." وسبقه راشد بتصريحه أنهم أصحاب فكر يبشرون بالصالحين الأُول..  فانتشى أبو فلان صاحبنا وطفق بالغزوات يتحفنا.. وقال بعد أن حمد الله تعالى أما بعد فيا خلق الله اتقوا الله.. ما هذه الديمقراطية؟ يا صنائع الأمم الغربية.. هل حكمتم علينا بالعلمانية المؤبدة وتغافلتم عن سنن الأولين المخلدة؟  ألا يكفي أننا قاسينا نظام الدساترة وسياسات التجمع البائرة؟ صبرنا عليكم نصف قرن من الحكم فعرفنا السجون والمنافي وآهات الظلم.. نحن بفضل الجهاد ندخلكم (الميدان) ولكم البرهان في بوزيد وجندوبة والكاف والقيروان.. لنا أن نجعل دمكم إن قمتم بتحليله (جنة إيجابي) فاتّبعوا تعاليم شيخنا الوهابي..

 وهنا انبرى شاب من شباب الثورة عازما على كشف المستور والعورة.. وعلى إيقاع ديقاج قال بصوت وهّاج:"اصطدنا الثورة الأبية شغل حرية وكرامة وطنية.. أردنا بلدا بعد موات نحييها وكرامة جديدة ننميها وحرية أصابها جفاف السنين نسقيها أما أماكننا في الآخرة فلها رب يحميها.. من قال لكم إننا نبحث عن لحية نطيلها وشوارب نحفها ومواخير نغلقها وحانات نحرقها؟ مهجتنا في بلاد نحميها بالرّوح نفديها وبغالي الدماء نفديها.. أين كنتم يوم حرمونا الغداء وقطعوا عنّا الهواء.. يوم نسيتم أو افتعلتم النسيان فانتشرتم في غياهب أفغانستان.. أين كنتم من فلسطين يوم علا منها الأنين في حيفا وغزة وجنين؟ كنت أذكركم يومها وأنا أفتح الثلاجة لأخرج خطبكم المجمدة كالعادة..  إنّا لله وإنّا اليه راجعون وانتم بالحقد والتكفير مُحملون.. الشعب تُروّعون واحتكار الدين تدّعون.. من أوصاكم علينا ومن ملككم أمرنا؟.. من يمولكم ومن يمولنا؟ كيف نشقى من أجل لقمة عيش وبيت طين وتجدون الوقت للعطالة والتكفير وعلى أجوركم آمنين..

وهنا تعالت صيحات التأييد والمؤازرة من قبل بقية الشباب فصاح أبو فلان متوعدا أن كفرتم بالكتاب لكم سوء المصير يا أحقر الكلاب حلفاؤنا منتخبون وعلى أمر البلاد قائمون وعلى منهاج السلف نواصل يا جماعة الصفر فاصل ولا تغتروا بالثورة إنّما هي (غدرة) يذكرني حال أكثركم بزمن ما قبل 14جانفي والفرار ليتخذ القرار سننتصر لأنّ أغلبكم ينصر الغالب وخيام الصمت ناصب.. تكبيييير شعب يعشق البندير.. ينصر الغالب ويقهر الطالب.. و(دنوس زائد) يجعله متكالب.. فهمنا اللعبة يا جوقة الكورال وما هي إلا بداية و(مازال مازال).
تنهّد شاهد بن أزمنة وما ستطاع إكمال الحكاية في هذا العفن واشهد يا زمن.

2 التعليقات:

الحلاج الكافي a dit…

في هذا الزمن الرديء ... لن يصمت شاهد بن أزمنة بل سيبقى شاهدا على زمن الظلمة و العهر السياسي...

bacchus a dit…

@L-Hallège
يبقى ليشهد ولكن أخشى أن يسكته أبناء الفعلة فلكل زمان طغاته ولكل مستبد زبانيته
ما أخشاه أن يقرأ عنّا أحفادنا فيقول بعضهم كانوا كفّارا ويقول آخرون كانوا اغبياء ويقول المنصفون منهم (بلغوا العين ولم يشربوا) وآه يا زمن

Enregistrer un commentaire