mardi 14 février 2012

تونس خط أحمر

  
تونس خطّ أحمر

     اشتغلت منذ سنوات في بلد خليجي وكنت أخرج لأدخن أمام باب المؤسسة الخارجي لأنّ التدخين ممنوع داخل في الداخل ومنعه سببه أنّه محرم دينيا. وصادف أنّي كنت أدخن يوما فتقدّم مني بعض الزملاء من ذاك البلد وقالوا لي "التدخين حرام هو إثم فصحتك أمانة منحها لك الله فإن لم تحافظ عليها فأنت آثم" قلت لهم "سأروي لكم نكتة : ذهب شخص إلى الطبيب ليساعده على الإقلاع عن التدخين فنصحه الطبيب بأن يضع مبسم السيجارة في فتحة قفاه قبل أن يضعها في فمه فيقرف وهكذا يمكنه أن يقلع عن التدخين نهائيا. مرّت الأيام والتقى الطبيب المدخن وسأله إن كان قد توقف عن التدخين فأجابه المدخن لقد أقلعت عن التدخين يا دكتور ولكني لم أستطع أن أتوقف عن وضع المبسم في الموقع الذي ذكرته." وضحك الزملاء.
دارت النكتة بين الزملاء من ذاك البلد ولكنّ النبيه فيهم قال:"يا أغبياء هو يعرّض بكم ويتهمنا أهل هذا البلد باللواط." وخاطبني الزملاء في ذلك فقلت تحرمون التدخين في حين لا توجد إشارة واحدة عن اللواط في برامج تعليمكم رغم أنّكم تدرسون خمس حصص تربية إسلامية في الأسبوع مع ارتفاع ضاربها.
 مرّ يومان ودعيت إلى المديرية كما يسمونها للتحقيق وعلمت أنّ الأمر دبّر بليل فحاكم بلادهم شهر بعشقه الغلمان.
عدت بعد التحقيق فتلقفني الزملاء الوافدون وهكذا كان يسمى من ليس من البلد وتهاطلت الأسئلة وصادف أنّ أحدهم كان مصريا ولست أدري لماذا ولكني اليوم أدري قال لي:" هل صحيح أنكم في تونس تدرسون العربية بالفرنسية؟" قلت:"وأنتم هل تدرسونها بالانجليزية؟" قال:"مصر دي أم العربية أم الدنيا" قلت:" أتقصد التي عاصمتها الفسطاط أم القاهرة؟" قال مستغربا: " وإيه الفرأ(ق)" قلت:" أنّ من بنى عاصمتها وأزهرها جاء من تونس. وردا للجميل قدمت إلينا قبائل في التغريبة الهلالية خربت البلاد. هذا الفرق نحن نبني ويأتي من يخرب ديارنا"
تذكرت كلّ هذا وأنا أتابع ذاك السخش وليس الشخص الدارس في الأزهر المدعو الداعية مجدي غنيم صحيح هو داعية ولكنه جاء ليدعو إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد. جاء ليقسم البلاد مسلمين وكفارا وفق منظومته (العقائدية) جاء ليشعل نار الفتنة في تونس جاء لتعود فتوى منه وممن يعمل لديهم بالوكالة جهدنا النفس على نسيانها أو تناسيها فتاوى إرضاع الكبير ومفاخذة الرضيعة وختان النساء وكأنّ الإسلام لم يتحدّث عن السلام والتقارب والتسامح والتعاون والرحمة بل كلّ ما تحدّث عنه انحصر بين نهد وفرج.
هل أمهاتنا في تونس وهنّ اللواتي ما عرفن الختان فاجرات؟ هل أخواتنا مومسات لأنّهنّ لم يختنّ هل بناتنا عاهرات لأنّا لا نعترف بختان النساء في تونس؟ هل عمّاتنا وخالاتنا وجدّاتنا وجاراتنا وزميلاتنا وصديقاتنا فاسقات لأنهنّ لم يختنّ؟ بل هل ختن الرسول الكريم بناته أو زوجاته؟ ما هذا العجب الذي نراه؟
أخيرا أعود إلى بداية التدوينة أليس من الأجدى أن يعود شيوخ الوهابية وزبانيتهم في كل بلد جاؤونا منه إلى عوراتهم قبل أن يصدّروا لنا شطحاتهم بفضل سواد النفط وعمى قنواتهم على النايل سات رمد في العين وهابية اللسان تكفيرية التوجه جنسية الخطاب عدوّة المرأة.
الإسلام أكبر. نعم الإسلام أكبر وهكذا فهمه شيوخنا في تونس لأنها تونس رغم غفلة بعض أبنائها المأخوذين بزيف الآخرين. دمت بلد التسامح يا وطني الرائع يا وطني.
تونس تؤنس لذا اعبثوا بما شئتم أما هي فخط أحمر.     

4 التعليقات:

Anonyme a dit…

لا أحمر و لا بنفسجي، تونس تتعرض بالفعل لعملية ختان و بتر تناسلي فكري حقيقي، القبة غصّت بدراويش غنيم كما غصت قبل ذلك بدراويش النجار ، السلاح يجمع و يخزن و هم يقيمون جديا إمارتهم الطالبانية ، لا إنشائيا، جديا.

كل المساجد تقريبا بروادها توهبنت و منذ 15 جانفي لأن العقول توهبنت قبل ذلك بزمان، و العالم و ليس تونس فحسب قسم عندهم لفسطاطين، و ها نحن اليوم ننعت بأننا أعداء الإسلام لأننا ضد غنيم و غيره من النفايات الإسلامية.

تونس سائرة في طريق الندامة و على يد أبنائها لا غيرهم، و على فكرة، غنيم هو وجه الإسلام الحقيقي و الأبقى و ليست أبدا مصادفة أن أكثرهم غباءا و كراهية و تطرفا هو أكثرهم شهرة .... و أتباعا بعشرات الآلاف تغص بهم قبة حفلت يوما ما بأم كلثوم،


متى نمسك العصا من إحدى الطرفين؟
;)

bacchus a dit…

@apotheosis
المساجد توهبنت والحكومة ترهدنت والاجتماعات ترهبنت وامريكا تفرهدت وقطر تصهينت وتونس تمرمدت ويا خيبة المسعى

الحلاج الكافي a dit…

الغربب أن الإسلام المعتدل أصبح غريبا في دياره فما بالك بالفكر التنويري.... الأجلاف أتوا من الصحراء القاحلة لبتر الفكر الإنساني الشامل، النهضة مرّة أخرى تظهر وجهها البشع، جمعياتها الخيرية هي من يدعو هؤلاء الرهوط لبلادنا، هل سمع النائمون أي مشروع للصوص الثورة في تونس و شركائهم في الجريمة التكتل من أجل النهضة و المؤنمر من أجل الكرسي و النهضة؟؟؟

bacchus a dit…

@Mehdi Kaf
تسمع لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
مهدي يا صديقي
الإسلام المعتدل كما فهمه شيوخ تونس أدخلته الجمعيات الخيرية -كما وسمتها- بيت الطاعة بفضل صمت النهضة طبعا
وصدقا أنا لا ألوم النهضة فهي حركة دينية منذ النشأة ولكنّ ما يؤلمني أن نضرب باليد التي رفعناها لحمايتنا
لذا احترم عدّوي لوضوحه واللعنة على عدوّ في ثياب صديق
ملاحظة خارج السياق: اشتقت إلى تلك الأزمنة يا صديقي هيّأ نفسك إلى يوم ليس كسائر الأيام

Enregistrer un commentaire