samedi 7 janvier 2012

هلوسات تونسية3


هلوسات تونسية3
بداية : 
أنا غير مسؤول عن كلماتي فأنا مواطن أي  حثالة في نظر الأسياد ومن ثمة فلست أهلا للثقة أو المنزلة العليّة ليؤخذ بما أقول في الأوساط السياسية، بمعنى آخر أنا قاصر بعد أن صار عندي من يتكلم باسمي في المجلس التأسيسي، وإن تكلمت فقرار الاتهام جاهز.. حداثيّ، ماسونيّ، يساريّ، سلفيّ، تهم تباع بأرخص الأثمان كالثياب عند باعة الملابس المستعملة.. لذا قد قررت أن أقيم دعوى قضائية لأحاسب نفسي على قذفي نفسي بتهمة المواطنة  و سأخسر القضية إكراما لأسيادي الجدد وأحاكم نفسي شر محاكمة حتى أعود إلى رشدي فمن أنا سياسيا أو بيولوجيا أو قانونيا لأقول إنّي مواطن فهل ثمة في بلدي شهادة تمنح في الغرض؟. في بلدي ثمة مواطنون بالفعل وهم من يمتلك السلطة منحتهم إياها صناديق الشرعية والإشارات الربانيّة ومواطنون بالقوّة ومنهم أنا رمزنا الاعتصام والغوغاء والتشويش على أسيادنا. لذا عذرا على ما سأقول وعذري أنّي ممّن يهلوسون بحبّ هذا البلد وشفيعي أنّ ثمة ثغرة في القانون، فالسكران ومن تعاطى حبوب الهلوسة تخفف الأحكام عليهم عادة لأنّهم غير واعين حين ارتكبوا الآثام. لذا سأتعاطى حبوب الهلوسة التالية ليخفّف الحكم.

-    ذكرت مصادر فايسبوكية وتويترية ليست أهلا للثقة لكنّ واقع الحال أثبتها أنّ أحد الكائنات الحية من ذوات اللون الأحمر سابقا وضع النظّارات شعارا له في حملته الانتخابية وكان لونها أحمر وأخضر وحين انفرج الطريق إلى الكرسيّ حدثت المعجزة بإشارة ربانية فاختلط الأحمر والأخضر فصار أزرق عكس كلّ قوانين الفيزياء الضوئية وتلك معجزة لا يفقهها إلا من ثابر في سبيل الكرسي المجيد. فسبحان من هداه لهذا وما كان ليهتدي لولا الطمع في الصفة والكرسيّ وعدم التطاول على ذات رئاسة الحكومة المقدّسة والتي لا يأتيها الباطل بحكم الإشارات الربانيّة.

-    هذا الربيع العربي مغرٍ بالدفء فباع المواطن غطاءه ونسي أنّ في الربيع أيام قسوة وبرد أشدّ من الشتاء أحيانا. فمن المخطئ أيام الربيع الشبيهة بصقيع سيبيريا وقد داهمته أم من خال إنّ أيام ربيعه الدافئ دائمة؟ أ نثق بالربيع أم نتحسّب للشتاء العربي المقيت؟   

-    المثقف التونسي يدعو إلى الشفقة لا يزال يصدّق إنّها تونس الخضراء  في تاريخه الذي صار عقيدة وفي ولائه ووطنيته لا يزال يكتب عن هموم كائنات طفيليّةٍ مزعجة  يسمى الواحد منها مواطنا ويسلّط الضوء على مطالبها وما تطمح إليه هذه الكائنات الساذجة من تعليم وصحة وسكن وشغل. بئس المثقف هذا، ألا يعلم أنّ الجارة ليبيا التي لا مشاكل فيها ولا حرب أهلية أو قبلية تدور فيها ستستوعب كلّ ما به نزعج أولي الأمر منّا وقد صرّح كبيرهم تسمية وآخرهم قرارا أنّ الاندماج رغبة وأفتى مريدو صاحب القرار فينا أنّ الدولة من سيساعدنا على "الحرقة" الشرعية. عاش المواطن التونسي "حرّاقا" شرعيا وخسئت يا مثقف (آخر زمان) لأنّ تهجير مواطنينا من الشريعة الربانيّة فبلاد العرب أوطاني ومن بقي لا خوف عليه ولا هو يحزن فقافلة المكرمة القطرية والأمريكية في الطريق لكنّها تتربص فرصة لتتفادى المثقفين قطاع الطريق المنتبهين للمؤامرة.

-    قرأنا عن قذف المحصّنين والمحصّنات ولكنْ حان زمن يجب أن يتوقّف فيه الأسياد في بلادي عن قذف المثقفين والمثقفات والإعلاميين والإعلاميات والعاشقين كلّ ذرة رمل في البلد والعاشقات إذا لم يزنوا معهم.

-     الطامة الكبرى والمصيبة العظمى التي تقارب الكفر والزندقة والإلحاد هي التشكيك في الذات الوزارية فهو قذف الطاهرين والطاهرات بعد أن رشحتهم الانتخابات ثمّ ما هذا الكفر حين يدعو مواطن حثالة الحكومة الموقرة إلى استرداد أمواله المنهوبة ومحاكمة من منحهم الغاز -وهو العزيز اليوم- بكلّ سخاء بل من أسال دماءهم ورسم على أجسادهم بالعصا والحذاء واللكم كيمياء الألوان. هو الكفر طبعا فمن ملك الرقاب من رؤساء ثلاثة لا ينطقون عن الهوى ورابعهم شعبهم أو كلبهم لا يهمّ ما دام في سريرته الوفاء. 

-    صرت أهلوس في أيام عمري هذه وأرجو أن أفقه أنّ ما أراه وأسمعه في بلدي حقيقة أو كوابيس في نوم أو حلم يقظة. ليته كوابيس نوم حتى لا أحترق غمّا وغبنا وحزنا.

   أخيرا : لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لمن أبدع في لعبة تغيير الألوان بنفسجيا كان أو أحمر أو أزرق كما أشكرا من فكّر في تصدير ّالثورة" ولم ينتبه أنّها اسم لا تزال في قاموس البلد بدون تاء  كما لا يفوتني أن أقدّم الشكر لنفسي لأنّها تؤجل قضيّة إدانتي باليأس. محامي الأمل فيّ مبدع يقنعني دوما أنّ قاضي الحق سيمكنني في يوم قريب من أنجع العلاج وهو أن تمنحني بلدي خروجا جديدا في يوم وهّاج لأصرخ مع أبناء بلدي في وجه من ركب أبناء شعبها "ديڤاج"  




1 التعليقات:

Vladimir Leonov a dit…

اليوم الذي أترحم فيه على النظام البائد آت لا محالة... إثر الهجوم غير المسبوق للغط والبيزنطيات على أذني، كم أفتقد صمت الذهب في عهد بن علي !!!

Enregistrer un commentaire