mercredi 1 juin 2011

إلى بعض المدونين

    
  إلى بعض المدونين
  حديث جدّي جدا
  لا أحد ينكر الدور الكبير الذي اضطلع به أغلب المدونين طيلة سنوات القمع في البلاد ومنذ أن كانت المدوّنات. كما لا ينكر أحد الدور القذر الذي لعبته حثالة من المدونين في الترويج لصاحب سياسة القمع والاستبداد ونأت مدوّنات أخرى بنفسها وشاءت أن تكون متخصّصة في الطعام أو الطبّ أو الرياضة.. وهو أمر محمود لما في التخصّص من تركيز وفضل في إثراء المجال.
    حديثي اليوم عن المدونين الذين واجهوا السلطة كلّ حسب درجة شجاعته وتفرّغه ومثابرته على الكتابة فتعدّدت الأساليب وتراوحت بين التلميح والتصريح نثرا وشعرا وصورة.. بلغات ولهجات اختلفت وتعدّدت وهو ما كلّف أغلب المدوّنات حكم الإعدام أو الحجب ولم يسلم من ذلك إلاّ من غفل عمّار عنه وهو لا يغفل عادة هذا فضلا عمّن وقع توقيفه من المدونين ومساءلته وتعذيبه.
    وجاء الثورة.
   كان الحماس كبيرا وتراجع التدوين نسبيا لفائدة الفايس بوك والتويتر وغيرهما من المواقع الاجتماعيّة أو الخاصّة فالمرحلة كانت تقتضي التنظيم السريع والنقاش المباشر وتبادل المعلومات بسرعة من أجل الكشف والفضح وتحديد أماكن التجمعات وزمن انطلاق المسيرات.
    كان الكلّ يعمل تقريبا.. صحيح أنّ العديد نشطوا أكثر من غيرهم، فمنهم من تجرّأ وقال الكلمة الخطيرة ونزّل الفيديو والأغنية الحماسيّة والصورة ومنهم من تقاسم هذه المادّة ونشرها وأضاف إليها أو هو عدّلها وعلّق عليها وصوّب الخطأ متى وجد.. لم تكن فوضى.. العديد من الناشطين لا يعرفون بعضهم ومع ذلك نجحت العمليّة وكأنّ قيادة تسيّرها والسبب بسيط وهو أنّ كلّ واحد يعرف ما عليه أن يفعل. يقوم بدوره على اعتباره مواطنا.. مثقفا.. حقوقيا...
    وجاء 14جانفي
   وجاءت معه جحافل الرّاكبين على الأحداث وطفت على الساحة أسماء نكرة في عالم التدوين يمكن تشبيهها بذلك الرّجل الواقف وراء عمر سليمان في الثورة المصرية وإذا بوجوه هؤلاء "المدوّنين" تكتسح الفضائيات التونسيّة والأجنبيّة تقدّم نفسها على أنّها جنرالات العالم الافتراضي زمن الثورة وأجرت أسماء أخرى أحاديث صحفيّة كانت فيها مغرورة دعيّة ثمّ لمّا جوبهت بالحقائق اعتذرت وادّعت أنّ الجريدة أخطأت.. وآخرها صاحبة مدوّنة تكلّمت باسم المدونين في فرنسا في حين أنّ مدونتها لم تبعث إلى الوجود إلا أياما بعد اكتمال الثورة وهي مدوّنة غلب عليها (قصّ/لصق) هذه المدوّنة أطلقوا عليها في فرنسا لقب إحدى الفرسان الأربعة قادة الثورة التونسية في الفضاء الافتراضي.. غريب يا زمن.
    أخيرا
   هذا الكلام غير موجّه إلى المدونين الرائعين الذين كانوا فعلا وقود الثورة والمحرّضين عليها ولئن تكلّم نفر قليل منهم فإنّ أغلبهم آثر صمت الكريم حكمته في ذلك التواضع وأنّ ما قدّمه للوطن لا يستدعي النفخ في الصورة ونكران دور الآخرين.
لذا أقترح لأنّه لا يحقّ لي أن أتكلم باسم المدونين وأرجو من كلّ من سيتكلّم مستقبلا عن دور العالم الافتراضي في الثورة أن يتكلّم باسمه الشخصي لا باسم الجميع المدونين منهم خاصّة، فالتدوين ليس منظمة ولا حزبا أو جمعيّة.. التدوين عالم حرّ يتحمّل فيه كلّ مدوّن مسؤوليته ولئن تعاضد المدوّنون في مراحل كثيرة (وأرجو أن يتواصل ذلك) فذاك لخير أريد للبلاد أهمّه حرّية التعبير.
     لم أذكر أسماء في النصّ حفاظا على هامش الأمل الذي يحدوني أمّا بعد هذا فسيقع فضح كلّ من يدّعي في التدوين إمارة.    

38 التعليقات:

bacchus a dit…

@ عياش مالمرسى
يا مرحبا يا مرحبا
أخيرا ها أنت. أي أرجع للتدوين
برشا بوم وغربان سكنو الخربة

Sami Ben Gharbia a dit…

ما يقعد في الواد كان حجرو

bacchus a dit…

@Sami Ben Gharbia
كلامك صواب يا صاحبي
لكن ثمة مثل آخر يقول
الذبانة ما تقتلش لكن ادّره الخواطر
شكرا سامي على التعليق

Anonyme a dit…

مرحبا. ما تتصورش قداش نبدا فرحان كي نقرا للمدونين القدم و اللي عندهم سنوات يكتبو مش هاك الجدد اللي راكبين على كل شيء و داخلينها فرندس. أما ماعجبتنيش "حثالة" على خاطر فيهم و أنا منهم جماعة نظاف و فعلا كانوا على قناعة ببرشا حاجات و كان تحب تعمل معايا لقاء و نحكيلك فيه برشا حاجات مرحبا
:)

bacchus a dit…

@Anonyme
بداية مرحبا بك
شوف بالنسبة إلى حثالة نقصد من خلالها المجموعة اللي باعو أنفسهم بيعة رخيصة
مثلا كنت نقرا لديانا مغازين ونقرا لذلك الشخص اللي عمل صفحة على الفايس بوك يمجد فيها محمد ولد زين العابدين بن علي يخي نقارنهم ببعض؟
نجم نختلف معاك ولكن ثمة أشياء وناس كلمة حثالة شوية فيهم والمهم تكون أنت راضي على نفسك
:)

Anonyme a dit…

مافهمتش وجه المقارنة بين ديانا مغازين و الشخص اللي عمل صفحة يمجد فيها محمد زين العابدين؟ تنجم توضحلي الفكرة بربي

Anonyme a dit…

franchement à part Wallada,Astrath (dans des analyses pertinentes), youssef mural et ses amis , Ali Saidane et surtout Bent Trad et Chut Libre , ces personnes ne me représentent pas (hormis Azyz Amami) que je sens sincère jusqu’à la moelle. ceux qui ont parlé dans la période turbulente (surtout Bent Trad et Chut Libre dans leurs styles uniques) méritent tout mon respect . + L. Ben Mhenni

Merci pour ce billets , au moins une personne ose ouvrir sa bouche limpidement et sans offense .

(H)

bacchus a dit…

@Anonyme
الفرق أنو ديانا كان يحاول يناقش ويحلل مواقف التجمع اللي ينتميلو صحيح ما كانش موضوعي لكنو كان يفكر السيد الآخر مجرد لحّاس

bacchus a dit…

@Anonyme (H)
Il y a d'autres blogueurs aussi qui méritent notre attention. Ils pensent d'une manière objective avec une très belle plume.
merci pour votre commentaire. :)

Anonyme a dit…

@Bacchus: certainement !
j'ai nommé ceux que je connais seulement , et je suis paresseuse quand je trouve ma quête je m'arrête :-)

bravo en tout cas pour ce billet .

H

bacchus a dit…

@Anonyme (H)
:))

brastos a dit…

يرحم والديك يا
bacchus
شي يبهّت .. ما نعرفش وينهم هاذومه وقت اللي احنا نخربشو في كتيبة متحررة و مختلفة منذ 4 و 5 و حتى 7 سنين
و ما نسبناش حتى بطوله و تزوعيم لرواحنا

Anonyme a dit…

Merci pour votre honnêteté et votre franchise...certains blogueurs tunisiens ont été même cités par des services d'information connus par leur "puissance" et leur sérieux...l'un d'entre eux, un certain Boukachen, qui écrit en dialecte tunisien, en français, en anglais...le tout agrémenté de photos... apparemment de sa propre production...celui là il a écrit pendant tout le mois qu'a duré la révolution...son style est très touchant...il n'a jamais été cité en Tunisie... son blog a été censuré par son "ami" Ammar auquel il avait dédié un très joli texte....son lexique est un peu osé...il m'a choqué quelquefois, moi qui suis d'un certain age...mais voyez-vous, je comprends tout à fait la rage de la jeunesse tunisienne...ce langage, bien qu'osé, a du sens...je salue tous les blogueurs qui luttent dans le silence et qui donnent à tous une grande leçon de modestie...ils sont une des sources de ma fierté , moi citoyen tunisien , j'en suis d'autant plus fier quand je me rappelle toujours que ces jeunes "loups" sont le "produit" du système éducatif tunisien et de l'Ecole tunisienne qui reste -quoi qu'on en dise- à l'avant garde de la lutte pour la modernité et l'émancipation de notre société.... un dernier mot pour Aziz Amami, et j'espère ne pas me tromper sur la personne, vous produisez de très beaux textes, j'en ai lu particulièrement deux dans lesquels vous décrivez votre environnement social direct ,c'est un vrai régal...permettez moi un petit conseil:soyez toujours vous-même et écrivez toutes les fois que l'envie vous en prend...laissez vous aller...vous avez une plume superbe...mais au fait derrière cette plume , c'est un être très sensible aux détails de la vie....allons , il faut que j’arrête, sinon ça n'aura pas de fin...

bacchus a dit…

@brastos
تو شنوة براستوس في بالي قلبي مليان نلقى قلبك فايض
قالو يا بابا أي نصيرو شرفاء قالو يا وليدي حتى يموتو كبار الحومة وأنت براستوس من كبار الحومة لذا لن يمروا كما قال صديقنا المشترك
يسعدني مرورك صديقي الرائع

bacchus a dit…

@Anonyme
Graffitis est un blog pour vous et les autres
si un jour vous voulez publier une note mon blog est disponible à le faire; vous dites:allons , il faut que j’arrête, sinon ça n'aura pas de fin... non dites ce que vous voulez et je publie ok? voici mon email
bacchus724@gmail.com
Merci pour le commentaire

Anonyme a dit…

نصّ رائع صديقي جمع بين التوثيق و الموقف ما أحوج تونس إلى لحظات وعي مشاكلة لما نلمسه في هذا النصّ ..
وما أحوجنا إلى كتابتك التي سبقت زمن الثورة بكثير
يا باخوس كنت دائما مدوّن الثورة في زمن القمع وبفيت نصوصك حاملة لروحها بعدها فشكرا لتونس لأنّك من مواطنيها

لاعب النرد a dit…

هذا هو... يعطيك الصحة باخوس

Sarah a dit…

Merci pour ce billet! :)

bacchus a dit…

@Anonyme
شكرا على تعليقك الرقيق ولكنّ تونس أروع من أفضلنا
كم أرجو أن أكون خادمها رغم كرامتي وكبريائي

bacchus a dit…

@Sarah
شكرا على المرور والتعليق وتقاسم الرأي

bacchus a dit…

@لاعب النرد
وينك يا راجل؟ شكرا على المرور والتعليق صديقي الرائع

Alé Abdalla a dit…

صحيح إلِّى تويتر و فيسبوك خذاو بلاصة التدوين، و تحليلك صحيح. أمّا اللّعبة الكبيرة مازالت، و المدونين إلِّى ناضلوا بالمنجدّ، توّه العِمدة عليهم لبعث وعى مدنى.

bacchus a dit…

@3loulou 3abd rou7ou
الذهب ذهب والقصدير قصدير
طبعا جاء وقت بعث الوعي لكن المشكلة أحيانا في المتلقي
خاصة إذا كان يشوف لون واحد
شكرا علولو على التعليق والنصيحة

Soufiane a dit…

برافو

bacchus a dit…

@Soufiane
أرجو أن يكون القادم أفضل
شكرا على المرور والتعليق

Anonyme a dit…

برافو باخوس نص يفتكّ الإعجاب

bacchus a dit…

@Anonyme
شكرا على التعليق والتفاعل والتشجيع
شكرا على مرورك ومقاسمة الرأي

Anonyme a dit…

ههههه تقريبا انت من القلائل اللي، خلّنا انقولو "يشكروا" في ديانا. المهم، ماعليناش هذا مش موضوعنا. أيا وقتاش نتقابلو و نعطيك حديث صحفي تنشرو في المدونة متاعك؟ إذا تحب بالطبيعة
:p

bacchus a dit…

@Anonyme
لم أشكر ديانا ولكن قارنته بمن كان مثله في الرداءة وفي الهم عندك ما تختار أحيانا
بالنسبة إلى اللقاء أراك مصرا ولكن ألا ترى أنّه من حقي أن أعرف مع من سيكون لقائي؟؟؟؟؟
هذا عنوان بريدي الالكتروني إن لم تشأ أن تفصح عن اسمك أمام الملأ
bacchus724@gmail.com

romdhane a dit…

آش مازال ما ركبوش عليه تحياتي لكل لكن المدونين الذي يمارسون رسالتهم اخلاصا للوطن

bacchus a dit…

@romdhane
:)
نعم الوطن أوّلا
شكرا

chraigui a dit…

تدوينه في صلب الموضوع شكرا وإنشاء الله القادم افضل

bacchus a dit…

@maliberte
القادم الأفضل هو المطلب فعلا
شكرا على المرور والتعليق

البرباش a dit…

و يوفى الحديث

bacchus a dit…

@البرباش
يوفى الحديث
أنت قلت وقت أنت تقول حاجة يوفى الحديث
شكرا صديقي على الزيارة

Houeida a dit…

هــايل

bacchus a dit…

@ Houeida
شكرا
أرجو أن يكون ذلك

nassimelwed a dit…

ya 3ayach, ti brass ommok, ti winek, ti brass le7nina, arja3 ektbelna 7atta zouz kelmat fel chhar...:P
bravo les gars

Enregistrer un commentaire