jeudi 12 septembre 2013

أحاديث الأبواب

   

  أحاديث الأبواب 

بين أبواب تونس وأبواب أحمد مطر (كتب أحمد مطر نصّه أحاديث الأبواب فتذكّرت أبواب تونس فكانت هذه التدوينة برعاية ماغون)

      باب العسل
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ.
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !

باب الأقواس
في دُكّان النجّار
تُفكّرُ بمصائرها:
- روضةُ أطفال ؟ ربّما.
- مطبخ ؟ مُمكن.
- مكتبة ؟ حبّذا.
المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.
الخشَبُ أكثرُ رقّة
من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة!
 
باب البحر
ليسَ لها بيوت
ولا أهل.
كُلَّ يومٍ تُقيم
بين أشخاصٍ جُدد..
أبوابُ الفنادق !

  باب البنات
لولاه.
لفَقدتْ لذّتَها
مُداهماتُ الشُّرطة !

    باب الجديد
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
ظلَّ، مثلما كان في الغابة،
ينامُ واقفاً !

    باب الجزيرة
الولدُ المؤدَّب
لا يضرِبُ الآخرين.
هكذا يُعلِّمونهُ دائماً.
أنا لا أفهم
لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب
إذا هوَ دخلَ عليهم
دون أن يضربَني ؟‍!

    باب الخضراء
أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.
صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ
على صدري.
- يا لكَ من مسكين !
أيُّ فخرٍ للأسير
في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!

    باب السويقة
أكثرُ ما يُضايقهُ
أنّهُ محروم
من وضعِ قبضتهِ العالية
في يدِ طفل !

    باب العلوج
- أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي.
هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه
الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.
لكنَّ الجُرذان تضحك !

    باب الغرجيني (يسمى أيضا بالعامية التونسية باب القرجاني)
طَقْ .. طَقْ .. طَقْ
سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..
لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه
شُرطةٌ طيّبون !
 
  باب الفلة
كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا.
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
هذا هو حظّنا من التمدّن.

    باب المنارة
يُشبه الضميرَ العالمي.
دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
بابُ المسلَخ!

    باب سعدون
من حقِّهِ
أن يقفَ مزهوّاً بقيمته.
قبضَ أصحابُهُ
من شركة التأمين
مائة ألفِ دينار،
فقط ..
لأنَّ اللصوصَ
خلعوا مفاصِلَه !

    باب سيدي عبد السلام
تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:
سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ
أم في مسجد،
فإنَّ مصيرَنا جميعاً
إلى النّار !

    باب سيدي عبد الله الشريف
المفتاحُ
النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
عرفَ الآن،
الآن فقط،
نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،
حتّى لو كان
ثُقباً في باب!

    باب سيدي قاسم
ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.
فَرِحَ كثيراً.
مُنذُ الآن،
سيُعلنون عن حُضورِهم
دونَ الاضطرار إلى صفعِه !

    باب عليوة
ماذا يحسبُ نفسَه؟
في النّهاية هوَ مثلُنا
لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.
هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
كُلّما لاحَ لها
بابُ طائرة.

    باب قرطاجنة
إنّها الجنَّـة ..
طعامٌ وافر،
وشراب،
وضياء ،
ومناخٌ أوروبـّي.
يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة
بابُ الثّلاجة !

وأغلقت تونس أبوابها ولكن:
الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها
من ( طَقْ طَقْ )
إلى ( السَّلامُ عليكم.)

أغلقت تونس أبوابها لأنّها لا تتشرّف بباب تقول أبواب تونس:
يعملُ عملَنا
ويحمِلُ اسمَنا
لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.
هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة
عن البابِ الزُّجاجي !



4 التعليقات:

Salma a dit…

جميل وخاصة و لأنك تتحدث عن أبواب تونس, ذكر أسمائهم فقط له وقعفي القلب.

bacchus a dit…

@Salma
أرجو أن تفتح تونس أبوابها لأبنائها الحقيقيين لا لغرباء لندن أو السجون.. الذين صاروا أمراء في وطن لا يعانق غير الحرّية والعيش الجميل كلّ كما يتصوّره دون أن يفرضه على الآخر. مرحبا بك سلمى في المدونة

Anonyme a dit…

http://www.youtube.com/watch?v=jt3d7tu1PPc


bastos

bacchus a dit…

@Bastos
شكرا على الرابط صديقي
جميلة هي الأغنية

Enregistrer un commentaire