samedi 15 septembre 2012

المقامة العجائبية


    المقامة العجائبية
      حدّثنا أبو فأرة الكيبوردي قال: ضربني الفراغ وكنت بتونس يومها فقلت أبحر على أمواج انترنيتها ولا خشية بعد تقاعد عمّار زعيم قراصنتها فالمواقع ستحدّث أخبارها وسأدخّن سيجارة في بلوغاتها و(أعمل كيف) على صورها وفيديوهاتها فقد أنجزت تونس ثورتها وبشّرت الشعوب بحرّيتها فقلت على الديكتاتورية أن تهيّئ أكفانها ومراقبة الانترنيت مُزّقت أوصالها والحريّة مفتوحة أبوابها لأنّ شعار "الشعب يريد" أوحى لها. فقرّ عزمي وقتها على الانترنيت أفصّل شوارعها وأخيط أزقّتها وقد وضعت حرب الحجب أوزارها وكانت خيبة المسعى في إبّانها فالرّوابط بطيئة الاستجابة كأنها شدّت على (الكوناكسيون) بأسنانها وكانت إبّان الثورة في سرعة البرق تضحك حتى تبدو نواجذها ولمّا استفحلت في النفس حيرتها قال عارف بأخبار تونس وانترنيتها ومطّلع على شؤون البلاد وأسرارها أنّ لكلّ حكومة عمّارها ولحكومتنا الحالية من أجل المراقبة (فيلترواتها) فلا تعجب يا عابر السبيل من أوضاع الانترنيت في تونس وحالاتها.

      قلت: وثورة الحرية؟

  قال: انس أخبارها وأعلمك أنّ ترجمتها في غزواتها. اسأل العبدلية تحدثك أخبارَها وساحة 14جانفي وساعتها وغزوة منوبة وغلق كلّيتها ووو... وقد ترى يا هذا الافتراضي الدنيا في مواقعها ولكنّا نراها في واقعها فالسلفوس بالنسبة إلى الحكومة هم أبناؤها ولكنها أمام غيرهم سرعان ما تكشّر عن أنيابها وتحرك المعطلين في 9أفريل من أمثالها فعن أيّ ثورة تسأل وثوارها؟ فالتعويضات لمن لم يقوموا بها والمناصب لعصبة النظام البائد بعد أن تملقوا الحكومة ولحيتها واختاروا من الأفكار أزرقها؟ سل عن دار الصباح ومحنة إدارتها سل عن وضعية الإعلام ومصيبتها بعد أن قرّر "ممثل للشعب" بيد من حديد ضربها بل لا تسل لأنّك تلقى من الإجابات عجائبها. فمحامي الحق رئيس الحزب مسجون "الرأي" زمانها يتوعد الجموع الخارجة للمطالبة بحقها يوم 23 أكتوبر بنصب مشانقها وشرعية الترويكا دون كلّ ما في الوجود لا تنتهي صلاحيتها وفلم مسيء في أمريكا يستوجب وضع بند في الدستور يحمي تونس ومقدّساتها تخطئ أمم أخرى وتونس من يحمل أوزارها واعتداء على سفارة وحرق ونهب أهو الإسلام أم لسلفية تونس إسلامها؟ 

    قال أبو فأرة الكيبوردي: أردت إبحارا على الانترنيت ومراكبها أرنو إلى نشوة الدنيا وفاكهة عجائبها فعدت كمد الفؤاد من مصيبة تونس في حكومتها ومن المضحك المبكي من حوادثها ومن ثورة لم تفرّخ سوى غرائبها.

      هنا تنهّد أبو فأرة الكيبوردي وسكت.
      قلنا: وبعد
     قال: وبعد؟ أنهي بعبارة حفظتها من التونسيين حين يعزّ اليقين وهي " بجاه الخالق وين ماشيين؟"  

     ودمعت عينا أبي فأرة الكيبوردي من الكمد وتنهّد حرقة ولم يزد.

6 التعليقات:

Vladimir_Manson a dit…

إبداع :)))))

لاعب النرد a dit…

اعان الله ابا فأرة الكيبوردي على التحمل و الصبر ... فأبواب الخراب مفتوحة على مصرعيها و الوجع لن يصيب الا العشاق المخلصين..

chipie-chipounette a dit…

رائع يا باخوس وأكثر من رائع
comme d'habitude une manière d'écrire très singulière, présentant la triste vérité d'une manière très drôle et comme d'habitude je te dis BRAVO :)

bacchus a dit…

@Vladimir_Manson
شكرا على التواصل والتفاعل

bacchus a dit…

@لاعب النرد
شأنك أنت يا صديقي أقرأ نزيف الروح فيك وأنت تكتب (تدويناتك الأخيرة) خاصة

bacchus a dit…

@chipie-chipounette
النص يبقى جسدا حتى يجد من يفهمه فيهبه الروح
وهنا أقصد من يفهم المأساة خلف قناع الملهاة شأنك صديقتي
شكرا على تواصلك الدائم
بل يجب ألاّ أشكرك في الحقيقة فأنت ابنة الدار هههههههه

Enregistrer un commentaire