mardi 21 juin 2011

إلى بعض الفايسبوكيين




مِنْ أبي فأرة الكيبوردي إلى بعض الفايسبوكيين
السَّلامُ على من اتَّبَعَ الهُدى أمَّا بَعد :
بَلغَنِي أنَّ عصبة من الفايسبوكيين والعصبة بضمّ العين لا بفتحها يا هذا تعني في العربية القحة التي حذفت باء الكلمة الأخيرة منها للتخفيف تعني الجماعة وهي رواية ضعيفة أوردناها هذه العصبة قد اتخذت لها من ذواتها مقاما ومن أنفسها إماما حتى صارت فيهم النبوّة ولا حول إلا بالله ولا قوّة.
لقد مضى في ذهن البعض أنّه الأوّل والآخر والجادّ والساخر والظريف و"الضامر" حتى كتب ما يجب أن يكون سُنة الجماعة لا نجاة لها إلا بالتصديق والطاعة وبهذا نقول الأقوال ونضرب والأمثال
فهذا يشرب ماء .. فيدخل صفحته على الفايس بوك ليكتب : آه كم كنت عطشانا الماء يطفئ العطش ! .. يأكل صحفة لبلابي فلا يتأخر في الإعلان أنّه لا يحبّذ الترشي رفيقا لها .. والثالث يغتسل ليخرج مسرعاً ليكتب : ما أروع النظافة ! .. يعود إلى منزله فيكتب عدت إلى المنزل.. غلبه النوم فيكتب سأنام.. إلخ...! لك أن تتخيّل مقدار الفائدة المرجوّة من معلوماتٍ مفيدة كهذه !
كتب أحدهم مرّة أنّه قرأ كتابا ولم يتفق من صاحبه في فكرة فوجد نفسه خارج السنّة والجماعة فلا أحد علّق أو تفاعل وكتب آخر ما العاجل والآجل بعد الثورة؟ وكان نصيبه من الاعتناء نصيب الأوّل.
 يُمكنكَ أيها القارئ الكريم أن تعتبِرَ هذِهِ الكَلمات هذيانا منِّي أو حمقا لذا  لنترَكَ قصَّة التعليقات الغبيّة أو أحبّ المجانية جَانباً فهذا شَيءٌ لا تملِكُه أنتَ ولا أنا فأنا الكيبورد أدوّن ما يطلب منّي ولكن ليس دون حسرة!
ولنتحَدَّث عنكَ أنتَ أيها الفايسبوكي
أخبِرنِي عن حَكَايَا قصَّها عليكَ غرورك قبَْلَ الكتابة على حائطك الذي أرجو ألاّ يتحوّل إلى حائط مبكى
هَلْ حدَّثكَ أنّك في عالم افتراضي وانتصار الذات فيه كالهزيمة فلا حول ولا قوّة إلا للواقعي والحقيقي.. هل حدّثك أنّ المرحلة التي تعيشها البلاد أكبر من الماء والنوم والاغتسال وأنّ الترفيه مطلوب نعم ولكنّ المسائل أخطر من أن نتبذّل فيها ونبتذل؟  
أَخَلَتْ أقَاصيصُكُما من كلِّ هذا؟!
ثُمَّ مَاذا ؟
أرجُو أن تقرأ هذه الكَلمات فَما كتبتُ إلا لكَي تقرَأ وستكُون إمَّا حُجةً لكَ أو عليكَ ، أما أنا فكيبورد لوحة مفاتيح بالعربية التي تكلمنا عنها في أوّل النصّ توجهني الأصابع لأني جماد وها إنّ الجماد نطق فهل يفهم البشر؟
بِودِّي أيها الفايس بوكي المقصود بهذا النصّ أن أُقرؤكَ السَّلام ختاماً ولكنَّ كلاما آخر لا يزال في النفس لم تقله وسيكون عن المجموعات المكوّنة عبر الفايس بوك وللتويتر نص آخر.
خشيتي وهو عذري أن يصيبكم ما تحدّث أحمد مطر عنه في هذه القصيدة:
الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ..
فثارت العجول في الحظيرة ..
تبكي فرار قائد المسيرة ..
وشكلت على الأثر ..
محكمة ومؤتمر ..
فقائل قال : قضاء وقدر ..
وقائل : لقد كفر ..
وقائل : إلى سقـر ..
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ..
لعله يعود للحظيرة ..
وفي ختام المؤتمر ..
تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره ..
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة ..
لم يرجع الثور ..
لكن ذهبت وراءه الحظيرة !

أيفترض أن تكونوا من الحظيرة وقد زرع الثور المخلوع عاهة التفاهة لا ثقافة الذكاء والبداهة؟
سلام إن أمكن من أبي فأرة الكيبوردي.  


10 التعليقات:

Jasmin a dit…

J'ai beaucoup aimé le texte dans sa forme , très beau , comme d'habitude !! Après des années de sécheresse , on ne peut pas s'attendre à une moisson extraordinaire , les mentalités doivent changer !!Les tunisiens ne lisent pas , ne vont pas au cinéma, ne vont pas au théâtre , ne regardent pas les émissions de qualité, ne savent pas tenir une discussion civilisée !!D'où veux-tu qu'ils tirent des statuts de qualité ?

bacchus a dit…

@Jasmin
البناء يكون بالتنبيه إلى مواضع الخلل أما بالنسبة إلى القراءة والمسرح خاصة فالحريّة وحدها كفيلة بمعالجة المسائل ويكون ذلك يوم يجد الانسان ذاته في نصّ مكتوب أو مسرحي أو مصور.. القادم أفضل هذا أكيد ولكن بدون إضاعة وقت فما أحوجنا للزمن

الحلاج الكافي a dit…

يا معشر الفابسبوك ...هذه رسالة باخوس اليكم يدهوكم فيها للترفّع عن سفاسب الأمور و يناديكم لإعادة النظرْ و أخذ العبرْ... فالوقت يداهمنا ، وقت كالسيف فليكن بيدنا قبل ان يكون علينا فاسمعوا وعوا و انتبهوا قبل ان يداهمنا الطوفان ة لغرق الحضيرة و يموت الثور ...
إن طيور الظلام و فلول النظام البائدتريد ان تطبق على هذا الوطن...فلا تجعلوا من أرصنا مرتعا لهم

bacchus a dit…

@Al-Hallège
قلت في أسطر ما وددت قوله في تدوينة
شكرا لك صديقي الرائع

marwen a dit…

حطيت إيدك على إحدى اكثر الظواهر الفايسبوكيه المتسببه في إنتشار البهامه والتفاهه. هذي تدوينه في محلها وفي وقتها فماش ما يخفو علينا شويه ها العصبه من الفايسبوكين وينقصولنا من مغامراتهم
اما كان الود لو كان الخطاب اقوى من ابيات الشعر لأن ما ابعد التونسي عن الشعر والادب.

bacchus a dit…

@marwen
بداية شكرا على التفاعل مع الموضوع
بالنسبة للخطاب ما حبيتوش يكون قوي من البداية بل أني استعملت أسلوب بعض الفايسبوكيين في بداية النص لأني نتصور أنو شوية شوية نوصلو أما الخطاب القوي يخلي الآخر يتمرد ويصير يعمل بالعاني ضد اللي أنت دعيتو ليه
شكرا على التعليق

Tortue سلحفاة a dit…

كل الشكر عالتدوينة هذي...

bacchus a dit…

@Tortue سلحفاة
الشكر لك على التعليق
ومرحبا بيك

الكاتب a dit…

Excellent ! ton style est original. Keep going

bacchus a dit…

@Houcem eddine Berrayana
Merci beaucoup pour la lecture et le commentaire
vous êtes toujours le bienvenu

Enregistrer un commentaire