lundi 13 juin 2011

رسالة إلى بعض المدونين

    
تحياتي أصدقائي:
أمّا بعد
تراجعت أصوات العديد من المدونين في فترة ما بعد الثورة فكانت أسئلة لابدّ من طرحها:
· هل التدوين نشاط لم يكن لينشأ في تونس لولا محاولة التصدي لاستبداد حكومة 7نوفمبر؟
· هل حجب المدونات في فترة ما قبل الثورة سبب كاف للصمت الدائم اليوم؟
·  هل ما حدث ذات مرّة من صدام بين بعض المدونين وقد استغرق زمنا ليس بالقصير من دواعي استقالة البعض من التدوين؟
· لماذا تراجعت مدوّنات متخصّصة في الفن أو الطبّ أو الطبخ أو غيرها عن الإنتاج والإفادة؟
· لماذا يكتفي العديد من متابعي المدونات بالقراءة دون أن يتفاعلوا وذلك بالإضافة أو التعديل أو الدحض أو الدعم؟
·  هل يعوّض الفايس بوك والتويتر وغيرهما التدوين فعلا؟
· لماذا هبّ العديد يشجعون الآخرين من خلال حملة "حل بلوغ" وصمتوا هم بل منهم من أغلق مدونته؟
رأي:
    هذه جملة من الأسئلة وغيرها كثير وددت مقاسمتها معكم ليقيني أنّ تونس الآن في حاجة إلى حراك فكري وثقافي وإبداعي أكثر من أيّ وقت مضى. هو زمن البناء ووضع التصوّرات والرؤى مع ثقتي أنّ المدوّن ليس قائد حزب أو ميليشيا أو مالك عصا سحريّة بها يغيّر الأشياء بين عشيّة وضحاها ولكنّ الصمت خطير والأخطر منه الاكتفاء بدور المتابع دون أن يكون له موقف يعبّر عنه.
     ما نراه اليوم أنّ بعض المدونين بقي يدوّن وهذا محمود وهو المطلوب ولكنّ البعض الآخر نصّب نفسه قاضيا يمنح الآخرين صكوك الوطنيّة أو يسحبها منهم وفق أهوائه أو منطلقاته الفكرية حتّى صارت كلّ مبادرة يطلقها مدوّن تجابه بالصمت أو بالرفض المباشر دون نقاش. هل هو الخوف؟ هل هي اللامبالاة؟ صحيح إنّ عالم التدوين عالم رائع بحريّة الشخص فيه فلا أحد يملي عليه ما يكتب والصمت حريّة كذلك ولكن إلى متى؟
     فازت مدوّنة تونسية بلقب أفضل مدوّنة وهذا شرف للتدوين التونسي فلماذا يقع مهاجمتها من قبل البعض؟ هل الفوز وحده في المجال الرياضي ما يتفق حوله كلّ التونسيين؟ أنا لا أقصد المباركة المطلقة بل التفاعل مع النصوص المكتوبة وتقييمها دون مهاجمة صاحبها فليكفّ البعض عن تجريم النوايا وليناقش النصوص المنشورة.
     الكتابة حريّة ومسؤوليّة أيضا ومن يمتلك نواصي الكتابة وما به يساهم في بناء البلد فعيب أن يسكت، ومسؤولية أن يصمت، وإن ظنّ أنّ صوتا واحدا لا يكفي فالتفاعل من خلال التعليق أو إطلاق كلّ الأصوات دفعة واحدة له تأثيره بكلّ تأكيد والدليل الدعوات التي توجهها بعض الأحزاب للمدونين وتخصيص بعض الصحف مجالا لما يكتب في المدونات فيا أهل المدونات هذا رأي أضعه بين أيديكم للنقاش وإن أخطأت فيكفيني أني حاولت.
مع احترامي لجميع المدونين.   

10 التعليقات:

brastos a dit…

قد يكون الشارع اختطفنا و سرقنا من عالمنا الافتراضي القديم السّري السّحري الجميل .
قد يكون الشّارع أربكنا و رمى بنا في متاهاته العديدة .. فانشغلنا به عن تلك الخربشات
قد يكون ايقاع الاحداث السريع و السريع جدا .. لم يمهل العديد منا لاستعادة انفاسه التدوينية
شخصيا .. احببت هذه الدعوة الصادقة منك لاستعادة دورنا .. و مني وعد بالاستجابه

bacchus a dit…

@brastos
ما يبقى في الواد كان حجرو وأنت من أعمدة البلوغوسفار طالما أمتعتني تدويناتك فشكرا على العودة وما أحوجنا لصوت مثل صوتك
شكرا براستوس أيها الرائع

Alé Abdalla a dit…

تأنبلوقز ماعادش كي قبل. نوعية الصراع تغيرت، لكن لازم، كيما ماقلت إنت، التّدوين يحافظ على مكانته.

Anonyme a dit…

نعم ابتعد كثيرون ، ابتعدوا حين ترجّل لعض المحاربين القدامى أو طال صمتهم بين تدوينة و أخرى قامات في التدوين ليس المجال لذكرهم . كنتُ قد أرسلتُ نداء بل رجاء منذ عامين أستجديهم العودة و الكتابة ، لبّى البعض و غاب البعض الآخر. و لكن ، هل يكفي أن تكتب كي تكون حاضرا ؟
قد تكتب و تنشر و تعبّر و أنت صامت ، قد تحضر نصوصك و أنت غائب . أن تكتب دون رغبة ، في غير حماس ، دون مستواك المعهود ... فأنت حاضر غائب ، كمن يجلس إلى مائدة الطعام في غير شره فلا قرَم يُدنيه و لا صبر على الصّوم يبعده . لا أحد ينكر أنّ وشائج كثيرة قد تقطّعت أسبابُها بين بعض المدوّنين و الفضاء التدويني و الأسباب عديدة ، منها ماهو سلبي كقيام ديوك تتزعّم فروسيّة القلم ، كالحجب و التنكيل ببعض المدوّنات و أصحابها . و بعض الأسباب إيجابيّ و هو خروج المدوّنين من الافتراضي إلى الشارع و صنع الحدث
صفوة القول ، نداؤك مشروع و معقول و مفهوم . أرجو أن يجد أقلاما لا تزال تهفو للتدوين

ولاّدة

bacchus a dit…

@Alé Abdalla
التغيير من سنن الوجود لذا كانت الدعوة للمواصلة بعد هذا التغيير
شكرا على التواصل
مع كلّ الود

bacchus a dit…

@ولادة
كنت أنت ممّن آمن بأهمية القلم يل تكلمت حين صمت العديد
وكنت ممّن دعا المدونين إلى الكتابة بل كنت ممّن استدعيتهم في الواقع وناقشت البعض منهم كما يتجلّى من بعض التعليقات على الفايس بوك
قد لا يجد أحدنا الشهيّة للأكل ولكنّه يجب أن يطبخ إلى الآخرين من حين إلى آخر
أشكرك على التفاعل مع الموضوع
والمبادرة منك غير مستغربة
دمت من ركائز البلوغوسفار

Dovitch a dit…

من أهم الأسباب حسب تقديري هو بروز نوع جديد من التدوين (و مدونين) في فضاءات مختلفة كيما التويتر والفايسبوك ..تدوين يتطلب أقل وقت للكتابة ويسمح بتفاعل أكبر وأسرع بين القراء ..يمكن هذا إلي يعجب أو إلي يتماشى أكثر مع الظرف الراهن

لكن نتفق أن التدوين (الكلاسيكي) لازم يا خو البلاصة الأكبر لما يتطلبو من إجتهاد ونضج فكري وتمكن معرفي

شكرا على ندائك ومجهودك للإرتقاء بهذا البلوغسفير

bacchus a dit…

@Dovitch
بداية أشكرك أيها العزيز دوف على تفاعلك مع الموضوع
بالنسبة إلى التويتر والفايس بوك يقومان بدور تعجز المدوّنة عنه ولكن حتى متى الكسكروت والكراب؟
لابدّ من تدوينة كلاسيكية كما سميتها أنت يتسع مجالها للتحليل الرصين بعيدا عن التسرّع
التدوين عالم بين الصحافة والتعليقات السريعة في المواقع الإجتماعية لذا لابدّ أن يتواصل
شكرا عزيزي دوف
في انتظار عودتك إلى تونس ليكون ما يجب أن يكون هههههه

illusions a dit…

الكتابة عشق و الهام، ينبع احيانا عن الم او سعادة تترجم الكلمات عنها... لا أحد يستطيع ان ينكر ان احداث الاشهر الاخيرة قد هزّت الكلّ، جعلت العديدين يبتعدون عن رغبتهم في مداعبة القلم خاصّة وان لم يكن لهم لا باع و لا ذراع في حمى التحليلات الايديولوجيّة او السياسيّة ففضّلوا الصمت لحين محتفظين برأيهم او مكتفين ببعض التعليقات هنا و هناك... أو هي ربما مرحلة جديدة تعلن طلاقا بين المدوّنين و قرّائهم و حتى دافعيّتهم للكتابة في زمن اصبحت القراءة فيه ترفا لجيل بدأ الزمن في تجاوز رؤيته للأشياء
حيرة و تساؤلات مشروعة باخوس، لكن لا إجابة قطعيّة لها، الدّعوة مفتوحة و ارجو ان يكون لها صدى طيب لاعاود التّمتّع بمدوّنات اعطتني في زمن ما الرّغبة في دخول هذا العالم

الحلاج الكافي a dit…

التدوين حديقة شخصية لها وردها و عبيرها، نزرع وردنا أنّ نشاء في الركن الذي نريد ...لا أحد يجبرنا أن نرتب جناننا كما يشاء ...فمن عشق هذا الروض فهو مرحب به ومن لم يكن يشاطرنا الرأي فله الحقّ في ذلك...لكن لا شيء يعوّض التدوين...ومن إعتقد عكس هذا فله ما يريد ...لكن لا أحد يقدر تعويض حدائقتا...التي زرعناها بكل هذا العشق...من يعوضنا هذا العشق نغوضه تصّا تدوينيا مجنونا

Enregistrer un commentaire