samedi 18 septembre 2010

المتملقون


المتملق


    تواصلا مع ما عقدنا العزم عليه من الحديث عن بعض الشخصيات إذ ذكرنا المخبر هنا والرقيب هنا والصبة والصبابة هنا نتحدّث اليوم عن المتملقين
متملق، مداهن، منافق، متزلف، قفّاف بالتونسي وزمزاك بالليبي ولوكي بالعراقي وكسار ثلج أو متدهنس بالسوداني وماسخ جوخ بالسوري وبعض دول الخليج
ومن شعاراته  " إذا كان ليك عند الكلب حاجة فقل له يا سيدي " "كون يهودي حتى تقضي حاجتك" "بوس الكلب من فمو حتى تقضي حاجتك منو" والتملق أسلوب حياة عند البعض يستدعي براعة اللسان وهوان النفس وليونة المفاصل خاصة الظهر لأنّه يجب أن يحافظ على وضع الانحناء الدائم أمام المتملق له ودناءة النفس  لتقبل أيّ نوع من الامتهان من سيّده على الملأ دون إظهار أيّ نوع من الانزعاج.
التملق صار مبدأ البعض لتحقيق مكاسب أو للمحافظة عليها فتراهم يهرعون فرادى أو جماعات لسحق ذواتهم مقابل إعلاء شأن المتملق له من خلال معسول الكلام وزخرفة الأكاذيب والتذلل والانبطاح والمناشدة والفداء بالروح والدم وهم لا يعلمون أو هم يعلمون أنّهم بفعلهم ذاك قبلوا أن يكونوا خصيان أذلاّء ولكنّ المصالح غلاّبة بل هي خسّة في النفس درّب البعض أنفسهم عليها أو هم دُرّبوا فصار التملق عندهم أسلوب حياة وقد لا يكتفي البعض بما لطّخ به نفسه بل يسعى إلى استدراج الآخرين لمستنقعه دون أن يدرك أنّه بفعله ذاك يصنع الطواغيت وأشباه الأصدقاء. والمصيبة أن يكون هؤلاء من(المثقفين) و(المتدينين)  و(الملحدين) وأصحاب حق كان من الواجب المطالبة به دون حاجة إلى إذلال النفس.
التملق سلوك يرتبط عادة بالتقرب لأصحاب الشأن سياسيين أو أثرياء أو متنفذين وفق مسؤولياتهم وقد تناولت بعض النصوص المتملقين فقال فيهم محمود التعمري في وصفهم:

يتلونون بكل لون كالحواة
يتراقصون على الحبال
......بلا حياة
فهم المسافرون مع الهوى
كالعاصفة
قد لا تراهم يا سيدي
لكنهم
في كل شبر
فوق كل الأرصفة
يتسلقون الأغلفة
ويزايدون على النقاء كأنهم
"خلقوا من الطهر السماوي الإلهي الصفة "

وهذا أحمد مطر يذكرهم وقد اختار الرمز فتكلم على لسان كبش ينصح خروفه:
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ
فاهرب بنفسك و انجُ من ظفر وناب
وإذا سمعت الشتم منهم والسباب
فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب
إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ
تحيا خروفاً سالماً في كل حال
تحيا سليماً من سؤال و اعتقال
من غضبة السلطان من قيل و قال
كن بالحكيم ولا تكن بالأحمقِ
نافق بني مع الورى و تملق
وإذا جُرِّرت إلى احتفال صفق
وإذا رأيت الناس تنهق فانهق
ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ
من قال أن الذل أمر مقرف
إن الخروف يعيش لا يتأفف
ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف

سؤال أخير: ماذا يسمى المتملق في تونس أم نجونا من المتملقين حتى أنّ لهجتنا لم تخصّص لهم مصطلحا؟ سؤال في غاية البراءة.



0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire