samedi 5 juin 2010

التدوين ليس انتصابا فوضويا

       
  التدوين ليس انتصابا فوضويا

  سؤال أوّل بسيط:
أيحتاج المدوّن ترخيصا ليدوّن؟

إذا كانت الإجابة: لا لماذا إذن تحجب المدوّنات؟ وإن كانت نعم يحتاج المدوّن ترخيصا لينشئ مدونة ألا يجب الإعلان عن هذا رسميا؟ ألا يجب الكشف عن الجهة أو الجهات التي تمنح التراخيص؟ ألا يجب ذكر أسباب اختيار جهات دون غيرها ليكون القانون بيدها؟ أليس من الواجب تحرير كرّاس شروط؟ وإذا وقع خلاف مع هذه الجهة أو الجهات إلى من يحتكما؟ أيوجد قانون قائم يضبط هذه المسائل حتّى لا تكون الفوضى وحتّى لا يكون الاستبداد؟ فحرّية التعبير يضمنها الدستور كذلك أمن البلاد وسلامتها إذن:

أسئلة أبسط من السؤال الأوّل:

ماذا يعني في بلد رائع بتاريخه وأمجاده وشهدائه من أجل الحريّة أن يجد الفرد نفسه رهينة في كهف شبح يحجب ويحجب ولا منطق؟ ما معنى حجب المدونات؟ ما معنى تكميم أفواه ما دار بخلدها يوما إلحاق الضرر بأحد؟ ما معنى أن يتعاطى الواحد مع مواضيع الدين والسياسة والجنس بكلّ موضوعية هذا إن تناولها أصلا ومع ذلك يحجب؟ ماذا يعني هذا؟

ماذا يعني تكميم أفواه مثقفين كلّ في مجاله رفضوا الأبراج العاجيّة وأرادوا نشر أفكارهم لإثبات مدى وجاهتها أو لتعديلها أو للتّخلي عنها متى ثبت فسادها؟ ماذا يعني التناقض بين خطاب رسميّ يدعو إلى حرية الكلمة المسؤولة وممارسة من أطراف أخرى قرّرت عدم الاستجابة فمضت في قصف عمر الكلمات دون تمييز؟ أليس في حجب فضاءات تعبيرية مفتوحة دعوة إلى فضاءات أخرى مغلقة لا تنمّي غير التعصب وغيره؟ (قال لي أحدهم أنّه لم يفكر يوما في استعمال بروكسي ولكنّه اضطرّ إلى ذلك حين غدت أغلب المواقع محجوبة وقد أضاف بين النشوة والخجل أنّ البروكسي أغراه فصار يدخل مواقع لم يفكر يوما في تنزيل بروكسي من أجلها) أليس دليلا أنّ الحجب العشوائي صار تشجيعا على ما كان يُخشى منه في الأصل؟ فلماذا هذا التعنّت؟

إنّ الاختلاف سبيل لبناء المعرفة والحجاج يؤسّس الأفكار ويقوّمها فلماذا يصرّ البعض على الوقوف في وجه بناء المعارف ووجهات النّظر بناء سليما خاصّة والاختيارات التربوية في المدارس والمعاهد واضحة في هذا المجال بعد أن أثبتتها البرامج الرسمية (تدريس الحجاج في كلّ سنوات التعليم تقريبا) فلماذا هذا التناقض؟

إنّ المدونات فضاءات علنية للتعبير والنقاش وإبداء الآراء في مجالات شتى... فضاءات للتفكير بصوت مرتفع لأنّه لا عيب لها تخفيه.. المدوّنات ليست انتصابا فوضويا تفسد اقتصاد التعبير بل هي تدعّمه وتدفع الضرائب من خلال الوقت المنفق في التفكير... إنّها لا تعطّل حركة الكلمة بل تدفعها قدما... إنّها لا تبيع المهرّب والمضرّ بل هي تحاربهما... المدوّنات لا تفسد جمال الفضاء الحواري والتعبيري بل تزيده رونقا وحسنا... المدوّنات ليست انتصابا فوضويا لأنّ الفكر فيها خاضع لقانون التبادل والمنافسة وضرب الحجة بالحجة والجزء المخصّص للتعليقات في كلّ مدوّنة دليل فما معنى حملات الحجب هذه؟ لماذا الإقصاء؟ لمصلحة من هو إن كان في الإقصاء مصلحة أصلا؟     

0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire