dimanche 25 avril 2010

المقامة التفشفيشية


المقامة التفشفيشية



     حَدّثَنَا أبو فأرة الكيبوردي قَالَ:  َجَلَسْتُ يَوْماً إلى بعض أحبابي الثقات نتذاكر ما كان من أمر الانترنيت، وَأمامنا كائن كأنّه شبح علا محيّاه المرحُ وعلى شفتيه ارتسم الفرحُ قَدْ جَلَسَ غَيْرَ بَعِيدٍ يُنْصِتُ وَكَأَنّهُ في فهمه عبقريّ، وَيَسْكتُ كَأَنّهُ غبيّ ابن غبيّ حَتّى إِذَا مَالَ الكَلاَمُ بِنَا مَيْلَهُ، وَبان من الْجِدَالُ حرّه، قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ ظاهره، وغاب عنكم باطنه، وَلَوْ شِئْتُ لقلت فأوفيت، وَلَوْ نطقت لفسّرت وبيّنت، وَلَجَلَوْتُ الْحقّ في الأقاويل، يسقط عنكم السراويل فَقُلْتُ: يَا هذا أدْنُ فَقَدْ أغريت، وَهَاتِ فَقَدْ تحديت، فَدَنَا وَقَالَ: سَلُونِي أُجِبْكُمْ، وَاسْمَعُوا أُعْجِبْكُمْ. فَقُلْنَا: مَا تَقُولُ في أصحاب المدوّنات؟ قَالَ: منهم صادق الأفكار والكلمات ومنهم من همّه كامن في التصويت والتعليقات وفيهم من خانته المحاولات يبحث عن تدوينة التدوينات ونفر ما لقي حظّه في الكوناكسيون في البيت أو البيبلينات يلعن التوب نات ويكفر بالبلانات   قُلْنَا:  فَما تَقُولُ فِي الفايس بوك قالَ: حضور تغيّبه سرعة تداول الصفحات وقد تحفظه البروفيلات  والصديق فيه، يَمْدَحُ إِذَا رَغِبَ، وَيَعْتَذِرُ إِذَا رَهِبَ، وأمّا العدوّ فينبّر إذا غضب ويشتم إذا كرب على نواياك يفتّش و لمجرّد الظنّ بك يفشفش وعلت محيّاه ابتسامة الفرح واهتزّ عطفاه من المرح قُلْنا: فَلَو أَرَيْتَ مِنْ أفعالك، وَرَوَيْتَ لَنا مِنْ أَخْبارِكَ، قالَ: خُذْهَما في مَعْرِضٍ واحِدٍ: أنا من غير ذنب أنا موجود في شرق وغرب يفشفش بعضكم البعض  وإذا تقطيع الشعر والعضّ ثمّ تعتبون على الحجب وتحت الحزام كلّ الضرب وكذا جلب التطرّف لكم ضرّا وأخمد لكم ذكرا وسقاكم مرا وهلمّ جرا.  


     قَالَ أبو فأرة الكيبوردي، فآلمنا ما به صاح. ثمّ أَعْرَضَ عَنَّا فَرَاحَ. فَجَعَلْتُ أَنْفيهِ وَأُثْبتُهُ، وَأَنْكِرُهُ وَكَأَنِّي أَعْرِفُهُ، ثُمَّ دَلَّتْنِي عَلَيهِ طلعته، فَقُلْتُ: الباشي عمّار وَاللَّهِ، فَقَدْ عهدته من أصحاب القفاف، وَوَافانا وهو من الأجلاف، وَنَهَضْتُ عَلى إِثرِهِ، ثَمَّ قَبَضْتُ عَلَى خَصْرِهِ، وَقُلْتُ: أَلَسْتَ عمّار؟ لا بارك الله في مقصّك أجارنا الله من قصّك فَأَيُّ مصيبة أنت؟ قال دعني لهمّي سيأتي عليّ غمّي تهدّدني البطالة في الفايس بوك بعد أن انبرى حجب بعضكم لبعض لمحض شكوك


قلت: أتخلصنا الكوناكسيون العادية منك كما خلصنا البروكسي قال: عند الحاجة يأتي الجلم بالدرس ثمّ ضَحِكَ إِليَّ وَقَالَ:


وَيْحَكَ هذَا الزَّمَان زُورُ

فَلَا يَغُرَّنَّكَ الـغُـرُورُ
لاَ تَلْتَزِمْ حَالَةً، وَلكِـنْ

دُرْ بِالَّليَالِي كَمَا تَدُورُ.

6 التعليقات:

WALLADA a dit…

إذا نطق المُعلِّمون فعلى المُريدين أن يصمتوا و ينحنوا

تدوينة جات في وقتها باخوس

ملاحظة : أكيد راك تعرف أنّ عبارة " تفشفيش " بدارجتنا التونسيّة تعني تبهبير ؟

دمت و دامت مقاماتك

bacchus a dit…

@WALLADA
شكرا ولادة على الاضافة
ومرحبا بك

Anonyme a dit…

bravo. c un régal

Anonyme a dit…

Merci pour ce super poste!

bacchus a dit…

@Anonyme1
شكرا ومرحبا بك

bacchus a dit…

@Anonyme2
شكرا على التواصل
مرحبا بك

Enregistrer un commentaire