lundi 2 décembre 2013

الكتاب الأسود في العام الأزرق

     
       الكتاب الأسود في العام الأزرق


            قالَ الواقع بن تاريخ صاحب الحساب والعقاب للمدون بن شاهد: اضرِبْ لي مَثَلاً في شأنِ الرَّجلِ الذي يَرَي الرأيَ لغيرِهِ في غير أوانه فيستجيب لعناده فيفسد حاله وحال بلاده.

            قالَ المدون: إنَّ مَثَلَ ذلك مَثَلُ الحمامَةِ والطرطور والسمكة. قالَ صاحب الحساب: وما قصّتهم؟ قالَ المدون: زَعَموا أنّ ثورة شعب وقعت في الطين وهم الذين نسوا الحرّية منذ سنين فآمنوا بالديمقراطية واستسلموا للنتائج الانتخابية وقيل حكومة مؤقتة  فاستوزر من كان بالأمس في نعيم الغرب أو في سرداب وسكن قصر قرطاج مريض العصاب وعلى رأس كرسي التأسيسي قيل زلم الأغراب. وبقي الشعب على الأعتاب يشحذ الحلول أمام أكواخ الأحزاب وقد تمكن منه سندروم ستوكهولم (إنّ الهوى في طبعه غلاب).

            وطفقت البلاد تغرق في الفساد فارتجف لذلك العباد وانتشروا في الشوارع للجهاد بالطبل والمزمار والشعار يزاحم الشعار وأعلام ورايات ومن الشعر أبيات بل زادوا في الوثبة بلاء في غضب ليلة ليلاء فحرّكوا بوارج الفايسبوك ونشروا صواريخ "الكلمة هوك" ودوّت مدرّعات الكلام القاصفة ساندتها مدافع الجام والبرتاج العاصفة فما خلنا إلا الساعة واقفة حتى قلنا فرصة الحكومة قد أزفت وإلى الجحيم ذهبت وإلى غير رجعة نفقت.

            وهنا يبدأ الاغتيال وتنفجر الجبال ويتحرّك مساندو المؤقتة وما ساندها غير غراب بن شؤم وجرذ بن لؤم وبوم بن خراب وكانت كنيته قبل غزوة تونس غدر بن ذئاب وتنادوا بالألقاب على عهد الصحاب فكان منهم أبو النحيب وأبو العويل والشيخ الهمّ والداعية الغمّ وأمّ الخراء وأخت البلاء وبائع الشراب وقوّاد القحاب وانتشروا في البلاد انتشار الجراد يباركون أهل الفساد في حكومة (تغفق) ما عدلت سوى في توزيع الهمّ الأزرق.

             واتفق أنّ الناس كانت تعيش عاما أزرق.. المجد فيه لمن يسرق والأحذية يلعق وكانت البلاد تغرق في ذلّ حكومة (تفتق).

             قال صاحب الحساب: وذكرت الطرطور فما كان من شأنه؟ 

           قال المدون: زعموا أنّه ارتقى للقصر بالبقايا وقال الناس نحكم على الفعل ونترك النوايا وكان وحيد عصره فريد دهره كاتبا ولحقوق الانسان نائبا ففكّر ثمّ قدّر وخطّط وسطّر.. الجهبذ العلاّمة الفهامة المستولي على أرشيف البوليس السياسي، وكان في زمانه من لوثة في العقل يقاسي، فاستجمع التقارير ودلّه التدبير ورأى أنّه في علمه الواحد الأحد الأوحد فأصدر الكتاب الأسود.

            والكتاب الأسود يا سيدي لابدّ منه ولا غنى عنه في (ثورة) فتية وحكومة انتقالية ولكنّه زرع حقا أريد به الباطل واختلط المفعول والفاعل والمقتول والقاتل فاتّهم مولانا المذنب بالقول واستقبل في القصر أنصار القتل وكانت هجمته صحفية وهو من جالس مرتكبي جرائم ضد الإنسانية.

            كان مولانا في القصر صامتا أو مسافرا أو متواطئا على مصالحه أحرص يرى الحقوقي الظلم لكنّه شيطان أخرس ولمّا أعجزت الحيلة نهضته ومؤتمره ومن على الكرسي نصّبه وصارت البلاد في المرحلة الأصعب خشي على الملايين من الدنانير لا من الشعب فهبّ لنجدة الأفسد ومن عليه كان يحقد وأخرج الكتاب الأسود.

            أنا مع إصدار الكتاب ومحاسبة كلّ منافق كذّاب وضدّه حين صارت الغاية منه تصفية الحساب. عين العقل ما صار أم تراه الجنون وكلّ ثورة يا ساستنا (حكومة ومعارضة) وأنتم تحسبون.

رابط الكتاب: https://docs.google.com/file/d/0B2ciZlL3yN9TZjNIZFhBRnNQZUk/view?pli=1&sle=true

4 التعليقات:

kmaira a dit…

ابداع...
من ثورة الشعب الر ثورة صاحب الحمار روميكس

bacchus a dit…

@Kmaira
هههههههه صاحب الحمار والحمار نفسه في الوطني مرحبا قميرة

brastos a dit…

ههه .. استسمحك باضافة فقرة .. و كلي اسف و عـَـبرة .. بخصوص الشطحات الطرطورية .. لذلك الذي يعتبر اكبر رزية .. اصيب بها شعب تائق للحرية .. فهاهو يصر في تعنت شديد... على تقسيم التونسيين من جديد .. إذ انه جعل من يوم استشهاد بلعيد .. يوم عيد .. و احتفال بالدستور الجديد ........................

bacchus a dit…

@brastos
كلّ ما تضيفه إثراء صديقي. شكرا لك.
والدار دارك

Enregistrer un commentaire