samedi 6 octobre 2012

ويين ماشيين24



وين ماشيين24
     حديثنا اليوم مداره الماخور السياسي في تونس. حملة انتخابية باضتها بعض الأحزاب قبل الأوان فكانت مسخا وسخا مسخرة. فهذا جمع (أولاد حومتو) الذين تسلّحوا بما أوجع ضربه وأجرى الدّم حدّه. والآخر أمال إليه المؤلفة قلوبهم بالمال أو بتهديد كشف ستر ماضيه عبر قوائم سوداء سواد نيّة أصحابها. والثالث كأبي سفيان سلطته المال يقول للشيء (توّة) ويحسبه سيكون. والرّابع قذف بمؤتمر سيكون بكلّ ما أوتي من شبق الحنين إلى محاربة الخرافة وزيف العبوديّة والتعبّد. والخامس قرّر أن يكون في تشكيلة المنتخب الذي سيفوز صاحبه إضافة إلى السلطة بالمسكن والسيارات والحرّاس والأسفار وامتيازات أخرى على حساب المجموعة (الوطنية).

     المهم هؤلاء وغيرهم شرعوا في إعداد ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل يرهبون به عدوّهم فشُحذت السكاكين وتكوّنت (الميليشيات) واُشتُرِيت الذمم وعُقدت التحالفات وبُشِّر المتّهمون بالنجاة إن هم نفّذوا العملية بنجاح اقتداء بفلم (les 12 salopards )  ورُصدت أموال الكسكروتات وأضاحي العيد والزواج الجماعي وأُعدّت الحافلات لنقل المصفقين الأنصار والطائرات للمهاجرين وسقطت السراويل للراغبين في (sponsor) أو (parraineur) من أمثال أمريكا أو قطر أو السعودية أو تركيا أو أيّ مغامر يريد أن يعبث ببلد ويغتصبه وقد صار الاغتصاب صناعة وطنيّة تحاول كلّ الوزارات إخفاءها.

     هكذا الوضع في تونس اليوم –الغاية تبرّر الوسيلة- الكرسي وما أدراك ما الكرسي وإن كان في منزلة كرسيّ في مطهرة حمّام قذر. هكذا الوضع في تونس اليوم فالأحزاب تتناحر من أجل السلطة ولا يهمّها حمّام الدّم أو خيانة بروتس أو التمسح بأعتاب الدول الأجنبية أو ممارسة العهر السياسي والأخلاقي إن اقتضى الأمر. لذا قلنا وين ماشيين؟

     يا أحزاب العار وحركات النكبة أين الوطن والمواطن في كلّ هذا؟ أين البرامج السياسية؟ أين التصوّرات الاقتصادية؟ أين البرامج الاجتماعية؟ أين المشاريع التنموية؟ أين الرؤى الثقافية؟
لاشيء.. لا شيء. الروح والمهجة والفؤاد والأمنية والرّجاء في كرسيّ السلطة.

     يا شعب بلدي يا من قلت يوما الشعب يريد يا من انتفضت ذات شتاء بحثا عن ربيع تونسيّ أو عربي يجب التصدي لقطعان الضباع والذئاب وآكلي الجيف المتسلقين وذلك بأن نبتعد عن كلّ مهاترات الأحزاب ومكرهم وخديعتهم بأن نتركهم لبعضهم يأكل الواحد منهم الآخر ولا نلتفت إلا لمن يقدّم لنا مشروعا للحكم متكاملا.

     آن الأوان لنكون المسؤولين عن خياراتنا حتى لا تكون حياتنا خيارا (فقوسا).

     كلّ من يصارع من أجل السلطة ولا برنامج له يقدّمه لنا يجب أن نبعده. نريد صراع برامج نختار منها ما يناسب بلادنا وتحديّاتها ولا نريد ديكة تصيح وينقر أحدها الآخر من أجل زعامة مزيّفة.

     هكذا نعرف (ويين ماشيين) حتى لا تصدمنا الحقيقة أو سنكون ممّن يدخل سبابته الزرقاء يوم الانتخاب في عينيه فيفقأهما ثمّ يقول (ويين ماشيين؟). وقتها لا ما عليه سوى أن (يسكّر فمّو يعني يبلّع) ويعيش الاستبداد من جديد.  

6 التعليقات:

Anonyme a dit…

أنا فتت اليأس بمحطات يا باخوس :) بعد الثورة زدت تاكدت إلي التوانسة اكثريتهم يشبهو لبعضهم رغم اختلاف خطاباتهم. الحكومة و المعارضة الزوز وجهان لنفس العملة للاسف.

bacchus a dit…

@Queen
معاك على طول ولكن البلاد لابدّ لها من أناس يحكمونها قد نجد العزاء في بعض المستقلين الأشراف من يدري؟
أتابع الوضع معك بكلّ
قلق وحيرة
أرجو السلامة لتونس
شكرا على التواصل

chipie-chipounette a dit…

يا باخوس أنا رايي اللّي أحنا فتنا مرحلة وين ماشين و تعدّينا لمشينا زيزي...

bacchus a dit…

@chipie-chipounette
« Celui qui combat peut perdre, mais celui qui ne combat pas a déjà perdu. »
de Bertolt Brecht

chipie-chipounette a dit…

:) je penses que même Brecht n'aurait pas dit ça s'il avait connu notre gouvernement :)) plus sérieusement, je sais que le combat est encore long, que nous sommes encore au début, je dis même que ce que nous vivons aujourd'hui est un passage obligatoire mais j'aime bien m'arrêter quelques moments pour faire un topo sur la situation, rigoler un bon coup et dire "mchina zizi" ce qui ne veut pas dire que j'arrêtes le combat... ne t'inquiètes pas pour moi, en ce qui me concerne je ne rends pas encore mes armes :)))

bacchus a dit…

@chipie-chipounette
je lis ce que tu écris tu es optimiste et brave. un exemple: http://chipie-chipounette.blogspot.com/2012/09/la-vita-e-bella.html
Merci ma chère amie.

Enregistrer un commentaire