جنسانية الأدب.
خواطر أردت أن نتقاسمها
فيما يخصّ نسبة الأدب إلى الرجال أو النساء. هذا ليس بحثا أكاديميا ولكنها وجهة نظر
أردت مناقشتها معكم.
في المصطلح:
أدب نسوي - أدب الأنثى-
أدب المرأة - أدب نسائي- أدب المرأة بقلم المرأة... مصطلحات وجدت طريقها إلى مدونة
المصطلحات النقدية العربية منذ السبعينيات والثمانينيات وإن أصرّ البعض أنّها
وليدة التسعينيات ونرى إن تاريخ المصطلح على أهميته ليس بأكثر أهمية من النظر في
المصطلح نفسه.
أدب نسوي: وُسم به
الأدب الذي كاتبته امرأة
أدب نسائي: خصّص
المصطلح للكتابات التي موضوعها المرأة بقطع النظر إن كانت كاتبته امرأة أو كان
كاتبه رجلا.
أدب المرأة: هو الأدب
الذي تكتبه المرأة وهنا يجب ألا نغفل عن خطر المصطلح إذ يضع هذا الأدب رهين مقارنة
بأدب الرجل الذي يصبح مركزا وما قد يحيد بأدب المرأة فيجعله هامشا أو تابعا اذا
اعتمدنا المقارنة بين أدب المرأة باعتباره منتجا موازيا لأدب الرجل الذي طغى على
المدونة الأدبية الثقافية العربية.
أدب الأنثى: هو الأدب
الذي تكتبه الأنثى ولا يخفى هنا حضور المصطلح الموازي وهو أدب الذكر ومتى كان جنس
الكاتب مقياسا لجودة الأدب من عدمها.
نقّاد وكتّاب:
-جورج طرابيشي يميّز
بين أدب المرأة وأدب الرجل فيرى أنّ الرجل يكتب بعقله في حين تكتب المرأة بقلبها يقول:
"العالم هو محور اهتمام الرجل، أما المرأة فمحور اهتمامها الذات، حيث تستمد جمالية
الكتابة في المقام الأول من ثراء العواطف وزخم الأحاسيس."
- زهور الونيسي
تقول:" الأدب يقوم علي جوهر إنساني دون أن تدخل فيه الأنوثة أو الذكورة فهو يبحث
عن التزاماته ليضيف التزاماً آخر ينتصر به علي أعداء المجتمع .." وتشاطرها
الرأي كلّ من غادة السمان وأحلام مستغانمي
نافذة على التاريخ:
لم يصلنا من شعر
النساء قديما سوى نصوص قليلة للخنساء وهي التي ساجلت حسان بن ثابت شاعر الرسول
وليلى الأخيلية واعتراف شاعرين كبيرين هما أبو نواس وأبو تمام الذين قالا أنّهما
حفظا العديد من أشعار النساء قبل أن يقولا شعرا (ستون امرأة بالنسبة إلى أبي نواس وسبع
عشرة امرأة بالنسبة إلى أبي تمام حسب ما أورده مصطفى صادق الرافعي) . وهنا نقول
أكانت الخنساء أو ليلى الأخيلية أو رابعة العدوية أو ولادة بنت المستكفي على
اختلاف الذائقة الشعرية والغرض (ولادة فتحت صالونا أدبيا في قرطبة في الأندلس) قلت هل كنّ في حاجة إلى مصطلح أدب نسائي أو نسوي
أو غيرهما ليكنّ في فلك الشعر العربي؟
أرى أنّ التعصب الرجل
في حركة التجميع والتدوين كانت وراء ضياع نصوص بل أظنّها دواوين لأديبات شاعرات.
وهنا لا نغفل عن أدب المنتخبات أو المختارات الشعرية والنثرية التي أهملت النصوص
التي خطّتها المرأة أو قالتها وهذا في عصور الازدهار فما بالك بعصور الظلام؟
خواطر في العصر
الراهن:
إذا كان الأدب الذي
تكتبه المرأة عن المرأة هو أدب نسوي أو نسائي أو.... فكيف نصنّف نزار قباني وفق
العديد من أعماله مثل يوميات امرأة لا مبالية وغيرها وإذا كانت الجرأة في الكتابة
للرجل فأين نصنّف سلوى نعيمي في روايتها برهان العسل خاصة.؟
على سبيل الخاتمة:
الأدب هو الأدب بقطع
النظر عمّن أنتجه وإلا سنتحدّث عن نقد نسوي ونسائي وأنثوي كذلك وكم من ناقدة مبدعة
كان لها باع التنظير والتقعيد والاجراء ويكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر
جوليا كريستيفا وغابرال غوردو وكايت هامبورغر وخالدة سعيد ويمنى العيد وغيرهن
كثيرات.
الأدب لا جنس له خارج
نظرية التجنيس الأدبي. وسأكتفي فما هي سوى خواطر أردت تقاسمها معكم.