mardi 29 juin 2010

وين ماشيين13

نكاح الجنة رمزي أم واقعي؟..ممارسة الجنس في الآخرة مع الحور العين والغلمان المخلدين
هذا المقال صدر في صحيفة الهدهد ولكم سديد النظر وأصمت.    
نكاح الجنة رمزي أم واقعي؟..ممارسة الجنس في الآخرة مع الحور العين والغلمان المخلدين
الرياض - الهدهد - انشغلت المنتديات الخليجية بقضية ممارسة الجنس في الآخرة وكيف يفعلها الإنسان إن لم يكن له في الجنة أعضاء تناسلية كما تذهب الى ذلك بعض الروايات وصاحب الرواية الأخيرة سعودي اسمه أنور ماجد عشقي روج لها في برنامج تلفزيوني ثم كتب عنها وزاد مما جعل عشرات يتناولونه بالنقد الساخر وأحيانا الجاد ومن تلك الردود رد من مواطن مصري غلبان لم يطق أن يتصور الآخرة بلا جنس فكتب ردا متمكنا لتوضيح وجهة نظره المدعمة بالأحاديث النبوية التي تثبت أنّ جنس الآخرة واقعي وليس مجرد رمز وفي ما يلي رد المواطن الغلبان على من يريد حرمان المسلمين في الجنة من النسوان والغلمان
ذهب الدكتور أنور ماجد عشقي (رئيس مركز الشرق الأوسط الاستيراتيجية والقانونية) إلى أن الحور الحين العين ليسوا للمتعة الحسية وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وأن الاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية.
وأوضح عشقي في مقال كتبه في ملحق " الرسالة" الجمعة سبب تناوله هذا الموضوع لأمرين: أولها استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة

والأمر الثاني الذي دفعه لتناول هذا الموضوع: أن عدداً من طلبة العلم وكبار المثقفين، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة، وأضاف: حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتاباً وأفتن في هذا التصور العدمي، فقال بأن (الولدان المخلدون) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم، مبديا استياءه
ممن وصفهم بأصحاب الأغراض المنحرفة ينتقون من القرآن ما يعجبهم، ويتأولون بما يخدم أهدافهم ويتلاقى مع أهوائهم ليصلوا إلى غاياتهم.
ويرى الدكتور أنور أن الجنس ما هو إلا مجموعة من الخصائص الفسيولوجية والتشريعية والسلوكية، نشأ بسبب انقسام الناس إلى ذكور وإناث، فقام بدور جذب الإنسان نحو الآخر بسبب الميول الفطرية، والجنة تنعدم فيها الدواعي الجنسية لهذا فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي عند الإنسان في الدار الآخرة لأن الله عز وجل وصفها بالسوأة، فقال تعالى: «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة».
ويستند عشقي فيما ذهب عليه إلى أن الله عز وجل لم يخرج آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض بسبب المعصية التي ارتكباها، بل بسبب ظهور السوأتين بعد أكلهما من الشجرة، لأن الله عز وجل تاب عليهما بعد أن تليا كلمات علمهما الله إياها، فعفا عنهما، لكنهما بسبب ظهور السوأتين لم يعودا مؤهلين للبقاء في الجنة فأخرجهما عز وجل منها، وشرع الله للبشر ما إذا سار الإنسان عليه تأهل من جديد وعاد إلى مقام العندية عند الله في الجنة، وهذا ما وقع فيه (ليوناردو دافنشي) الرسام الكبير عندما تخيل صورة لآدم وحواء فجعل لكل منهما سرة في بطنه، وفاته أنهما لم يولدا من رحم أنثى وبحبل سري، ولم تكن لهما سوأتين عند بدء الخلق.

وأضاف: لعدم وجود الجنس في الجنة فإن الله عز وجل خلق آدم من طين واستنسخ حواء من ضلع آدم. فالجنة لا جنس فيها لأن الأجهزة التناسلية للإنسان تختفي لأنه ليس في حاجة إليها في الجنة، كما ليس في حاجة إلى كل الغرائز التي ابتلى الله بها الإنسان على وجه الأرض لتستقيم الحياة، لكن الله شرع له ما يضبط سلوكه في الدنيا ليتأهل إلى مقام العندية في الآخرة، والله عز وجل نهى آدم عن الاقتراب من الشجرة، وعندما أكلا منها بدت لهما سوآتهما عندما حول الشيطان شهوة الطعام التي قادت آدم وزوجته إلى الأكل من الشجرة فانفجرت لديهما الغريزة الجنسية، ثم تبعتها غريزة الخوف فتلقى آدم كلمات من ربه فتاب عليه، وهكذا أخذت الغرائز والدوافع تظهر تباعا فلم يعد الإنسان صالحاً للجنة، لأن الجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف، بل تنعدم فيها معظم الغرائز.
وساق الدكتور عشقي عددا من الأدلة التي تؤيده فيما ذهب إليه ومنها: قوله سبحانه وتعالى في سورة الدخان (كذلك وزوجناهم بحور عين) فكانت في وصف ما أنعم الله به على المتقين قال يونس بن حبيب في تفسير هذه الآية: إن ذلك لا يعني النكاح بل المقارنة، والعرب لا تقول تزوجت بها، بل تقول تزوجتها، ولم ترد كلمة زوجناهم بحور عين إلا في آيتين سورتي الدخان والطور، ولم يقل في الآيتين سنزوجهم في المستقبل بل جاءت في الماضي مما يؤكد على أن القصد هو القران والمرافقة، وليس النكاح المعروف في الدنيا، بالإضافة إلى أن الاستمتاع بالحور ليس استمتاعاً جنسياً لهذا أعطاهم الله أحسن ما في صورة الآدمي هو الوجه وأجمل ما في الوجه وهو العين مما يدل على حسن المزاج في الخلقة وأحسن ما في الإنسان من خلق، فهو استمتاع معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية.
من الجدير بالذكر وردت أحاديث صحيحة يشير ظاهرها إلى وجود علاقة جنسية في الجنة ومن ذلك ما رواه أبو هريرة عن رسول الله قال: ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ) ، وعن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع )قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك ؟قال : (يعطى قوة مائة)
الثلاثاء 29 يونيو 2010
الرياض - الهدهد

samedi 5 juin 2010

التدوين ليس انتصابا فوضويا

       
  التدوين ليس انتصابا فوضويا

  سؤال أوّل بسيط:
أيحتاج المدوّن ترخيصا ليدوّن؟

إذا كانت الإجابة: لا لماذا إذن تحجب المدوّنات؟ وإن كانت نعم يحتاج المدوّن ترخيصا لينشئ مدونة ألا يجب الإعلان عن هذا رسميا؟ ألا يجب الكشف عن الجهة أو الجهات التي تمنح التراخيص؟ ألا يجب ذكر أسباب اختيار جهات دون غيرها ليكون القانون بيدها؟ أليس من الواجب تحرير كرّاس شروط؟ وإذا وقع خلاف مع هذه الجهة أو الجهات إلى من يحتكما؟ أيوجد قانون قائم يضبط هذه المسائل حتّى لا تكون الفوضى وحتّى لا يكون الاستبداد؟ فحرّية التعبير يضمنها الدستور كذلك أمن البلاد وسلامتها إذن:

أسئلة أبسط من السؤال الأوّل:

ماذا يعني في بلد رائع بتاريخه وأمجاده وشهدائه من أجل الحريّة أن يجد الفرد نفسه رهينة في كهف شبح يحجب ويحجب ولا منطق؟ ما معنى حجب المدونات؟ ما معنى تكميم أفواه ما دار بخلدها يوما إلحاق الضرر بأحد؟ ما معنى أن يتعاطى الواحد مع مواضيع الدين والسياسة والجنس بكلّ موضوعية هذا إن تناولها أصلا ومع ذلك يحجب؟ ماذا يعني هذا؟

ماذا يعني تكميم أفواه مثقفين كلّ في مجاله رفضوا الأبراج العاجيّة وأرادوا نشر أفكارهم لإثبات مدى وجاهتها أو لتعديلها أو للتّخلي عنها متى ثبت فسادها؟ ماذا يعني التناقض بين خطاب رسميّ يدعو إلى حرية الكلمة المسؤولة وممارسة من أطراف أخرى قرّرت عدم الاستجابة فمضت في قصف عمر الكلمات دون تمييز؟ أليس في حجب فضاءات تعبيرية مفتوحة دعوة إلى فضاءات أخرى مغلقة لا تنمّي غير التعصب وغيره؟ (قال لي أحدهم أنّه لم يفكر يوما في استعمال بروكسي ولكنّه اضطرّ إلى ذلك حين غدت أغلب المواقع محجوبة وقد أضاف بين النشوة والخجل أنّ البروكسي أغراه فصار يدخل مواقع لم يفكر يوما في تنزيل بروكسي من أجلها) أليس دليلا أنّ الحجب العشوائي صار تشجيعا على ما كان يُخشى منه في الأصل؟ فلماذا هذا التعنّت؟

إنّ الاختلاف سبيل لبناء المعرفة والحجاج يؤسّس الأفكار ويقوّمها فلماذا يصرّ البعض على الوقوف في وجه بناء المعارف ووجهات النّظر بناء سليما خاصّة والاختيارات التربوية في المدارس والمعاهد واضحة في هذا المجال بعد أن أثبتتها البرامج الرسمية (تدريس الحجاج في كلّ سنوات التعليم تقريبا) فلماذا هذا التناقض؟

إنّ المدونات فضاءات علنية للتعبير والنقاش وإبداء الآراء في مجالات شتى... فضاءات للتفكير بصوت مرتفع لأنّه لا عيب لها تخفيه.. المدوّنات ليست انتصابا فوضويا تفسد اقتصاد التعبير بل هي تدعّمه وتدفع الضرائب من خلال الوقت المنفق في التفكير... إنّها لا تعطّل حركة الكلمة بل تدفعها قدما... إنّها لا تبيع المهرّب والمضرّ بل هي تحاربهما... المدوّنات لا تفسد جمال الفضاء الحواري والتعبيري بل تزيده رونقا وحسنا... المدوّنات ليست انتصابا فوضويا لأنّ الفكر فيها خاضع لقانون التبادل والمنافسة وضرب الحجة بالحجة والجزء المخصّص للتعليقات في كلّ مدوّنة دليل فما معنى حملات الحجب هذه؟ لماذا الإقصاء؟ لمصلحة من هو إن كان في الإقصاء مصلحة أصلا؟